تشهد مصر هذه الأيام تدفقًا مستمرًا للمياه نحو السد العالي، على الرغم من إغلاق سد النهضة الإثيوبي، وذلك بعد بلوغ السد الإثيوبي سعته القصوى، وبدء تدفق المياه من أعلى المفيض الأوسط بشكل طبيعي.
هذا الحدث يأتي ضمن المرحلة النشطة من موسم الفيضان السنوي، وسط توقعات باستمرار ارتفاع الإيراد المائي اليومي.
امتلاء سد النهضة الإثيوبي ووصول منسوبه إلى الحد الأقصى
أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن منسوب المياه في سد النهضة الإثيوبي وصل إلى السعة القصوى عند منسوب 640 مترًا، بسعة تخزينية إجمالية بلغت 64 مليار متر مكعب. ومع امتلاء السد، بدأت المياه في الفيضان عبر الممر الأوسط، حيث لا توجد بوابات على هذا الجزء من السد، ما أدى إلى تدفق طبيعي للمياه نحو مجرى النيل الأزرق ثم السودان ومصر.
كيف تمر المياه رغم إغلاق السد؟
يرجع تدفق المياه من سد النهضة رغم إغلاق بوابات المفيض والتوربينات إلى عدم قدرة التوربينات المركبة حتى الآن على تمرير كامل الإيراد اليومي، والذي يُقدّر بنحو 400 مليون متر مكعب يوميًا. وبالتالي، بدأت المياه في الفيضان من أعلى السد مباشرة عبر الممر الأوسط، وهي طريقة طبيعية تحدث عندما يصل السد إلى سعته التخزينية القصوى دون فتح بوابات إضافية.
ووفقًا لتصريحات الدكتور شراقي، فإن التجربة الحالية لمرور المياه من الممر الأوسط قد تكون مؤقتة، ومن المتوقع أن يتم فتح بوابة أو اثنتين من بوابات المفيض العلوية قريبًا بالتوازي مع تشغيل التوربينات لتخفيف الضغط وتوجيه المياه بطريقة أكثر تنظيمًا.
وصول مياه الفيضان إلى السد العالي في مصر
على الرغم من التحديات التشغيلية في سد النهضة، أكدت التقارير أن مياه الفيضان بدأت بالفعل في الوصول إلى السد العالي في أسوان منذ عدة أيام، بغض النظر عن الطريقة التي خرجت بها من سد النهضة سواء عبر التوربينات، أو بوابات المفيض، أو الممر الأوسط المفتوح.
ارتفاع هطول الأمطار في حوض النيل الأزرق
تشير المعطيات المناخية الأخيرة إلى زيادة ملحوظة في معدلات الأمطار على حوض النيل الأزرق، خصوصًا في الأسبوع الجاري (3-10 سبتمبر 2025)، مما يعني مزيدًا من التدفقات المائية القادمة من الهضبة الإثيوبية. وكان النصف الأول من موسم الفيضان قد شهد معدلات أمطار أقل من المتوسط على النيل الأزرق، لكنها كانت مرتفعة على نهر عطبرة (تاكيزي)، أحد روافد النيل الأساسية.
مصادر المياه التي تمر من سد النهضة إلى مصر
تُوزّع المياه المتدفقة من سد النهضة إلى السودان ومصر عبر ثلاث طرق رئيسية:
التوربينات: وعددها الكلي 13 توربينًا، منها 7 على الجانب الأيمن و6 على الأيسر، لكن العدد الفعلي المُشغل غير معروف بدقة حتى الآن.
بوابات المفيض: تشمل 6 بوابات في الجزء العلوي من السد، بالإضافة إلى بوابتين منخفضتين في الجهة السفلية.
المفيض المفتوح: وهو الجزء الأوسط من السد الرئيسي والذي يسمح للمياه بالتدفق مباشرة عند منسوب 640 م، دون الحاجة إلى بوابات.
وبحسب د. شراقي، فإن الإيراد اليومي المقدر بـ 400 مليون متر مكعب يصل حاليًا إلى السودان ثم مصر، سواء عبر تشغيل التوربينات أو من خلال المفيض العلوي أو الأوسط، ما يؤكد أن الإيراد المائي سيكون كاملاً هذا العام.
