نظمت جامعة قناة السويس، برنامجًا تدريبيًا متخصصًا حول "الأمن السيبراني" بمقر إدارة تدريب أفراد المجتمع، بمشاركة 52 متدربًا ومتدربة من مختلف المؤسسات التعليمية والطبية.
ذلك تحت رعاية الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس، وبإشراف عام من الدكتورة دينا أبو المعاطي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
لفيف من المشاركين
وجاء البرنامج بإشراف الدكتور مدحت صالح عميد كلية التربية، والدكتورة نهلة تواضروس وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وحاضر فيه الدكتور محمود علي موسى سليمان، أستاذ مساعد بقسم علم النفس التربوي بكلية التربية.
وشملت الجهات المستفيدة المجمع التعليمي، كلية الطب البيطري، البريد المصري، كلية الآداب، منطقة التأمينات، مستشفى أبو خليفة، وحدة طب الأسرة كسفريت، كلية طب الأسنان، هيئة التأمين، الهيئة العامة للرعاية الصحية، مديرية الطب البيطري، كلية الهندسة بأبو صوير، مركز طب الشهيد محمد رفعت، مركز طب السلام والمحطة، مركز طب كلية التربية الرياضية، مركز طب أسرة المحسمة القديمة، مركز طب العرايشية، مركز الإسماعيلية الجديدة، مركز طب الهيئة، ومركز طب أبو صوير.
عدة محاور أساسية
وتناول البرنامج التدريبي عدة محاور أساسية تمثلت في الأمن السيبراني في التعليم والصحة، مقدمة عن الأمن السيبراني ومخاطر الفضاء الرقمي، الأمن السيبراني في المجال التعليمي والطبي، إضافة إلى دور المعلم والطبيب في نشر الوعي السيبراني، والممارسات الآمنة اليومية، والتشريعات والقوانين الخاصة بالأمن السيبراني.
الأمن السيبراني
وقد أكد المحاضر أن الأمن السيبراني لم يعد مصطلحًا تقنيًا يقتصر على خبراء الحاسوب أو المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات، بل تحول إلى قضية إنسانية ومجتمعية تمس حياة الأفراد اليومية، سواء كانوا طلابًا يتعلمون عن بعد، أو أطباء يتعاملون مع بيانات حساسة، أو مواطنين يستخدمون هواتفهم للتعاملات البنكية والتواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن مخاطر الفضاء الرقمي تتجاوز الأعطال التقنية لتؤثر مباشرة في الثقة الاجتماعية وأمن المعلومات وخصوصيتها، حيث يلجأ المهاجمون إلى استغلال الثغرات التقنية وأيضًا الطبيعة البشرية من فضول أو نقص في الوعي الأمني. وأوضح أن من أبرز التهديدات الاحتيال الإلكتروني الذي يستهدف سرقة بيانات الدخول لحسابات حساسة تخص الطلاب أو المرضى، وكذلك الاختراق المباشر لشبكات المؤسسات التعليمية أو الصحية.
مستقبل الأجيال
وأكد البرنامج أن الأمن السيبراني في التعليم يرتبط بحماية مستقبل الأجيال وضمان نزاهة العملية التعليمية، خاصة مع الاعتماد المتزايد على الوسائط الرقمية في إدارة شؤون الطلاب والامتحانات والتعليم عن بعد.
أما في المجال الطبي، فيمثل الأمن السيبراني خط الدفاع الأكثر حساسية لحماية حياة المرضى وسلامة السجلات الصحية والأنظمة الرقمية التي تعتمد عليها المستشفيات والمراكز الطبية.
الدور المحوري
كما أبرزت الجلسات التدريبية الدور المحوري للمعلم والطبيب في نشر الوعي السيبراني باعتبارهما الأقرب إلى المجتمع وأكثر قدرة على غرس السلوكيات الصحيحة، حيث يمثل الأول مرجعية معرفية للطلاب، بينما يحمي الثاني حياة الإنسان وخصوصيته الصحية.
وفيما يتعلق بالإطار القانوني، تمت الإشارة إلى قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 الذي يعد خطوة محورية لحماية البنية التحتية الحيوية والمؤسسات التعليمية والصحية، بالإضافة إلى تأسيس المجلس الأعلى للأمن السيبراني كمرجعية وطنية، فضلًا عن قانون حماية البيانات الشخصية الذي يجسد البعد الأخلاقي والمسؤولية المجتمعية في التعامل مع البيانات.
نظم البرنامج، المهندسة وفاء إمام مدير عام الإدارة العامة للمشروعات البيئية، والمهندس أحمد رمضان مدير إدارة تدريب أفراد المجتمع، حيث تم التأكيد على أهمية تكاتف جميع المؤسسات التعليمية والصحية لنشر ثقافة الأمن السيبراني وتعزيز الممارسات الآمنة اليومية بما يسهم في حماية المجتمع من التهديدات الرقمية المتزايدة.