تحت رعاية الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس، وبإشراف عام من الدكتورة دينا أبو المعاطي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وإشراف الدكتور مدحت صالح عميد كلية التربية، والدكتورة نهلة تواضروس وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، نظمت الجامعة برنامجًا تدريبيًا بعنوان "القابلية للاستهواء وتأثيرها على انتشار الشائعات"، بمقر إدارة تدريب أفراد المجتمع، وبمشاركة 46 متدربًا ومتدربة من مختلف الكليات والهيئات.
مفهوم "القابلية للاستهواء"
استهل البرنامج بمحاضرة للدكتور محمود علي موسى سليمان، أستاذ مساعد بقسم علم النفس التربوي بكلية التربية، تناول خلالها تعريف مفهوم "القابلية للاستهواء" باعتبارها حالة نفسية واجتماعية تجعل الفرد أكثر عرضة لتصديق الأفكار والشائعات دون إخضاعها للتفكير النقدي. وأوضح أن منصات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"تيك توك" تضاعف من هذه القابلية نظرًا لقدرتها على تمرير الرسائل عبر دوائر الثقة من الأصدقاء والأقارب، مما يمنح الشائعة قوة وانتشارًا حتى وإن كانت زائفة. وأشار إلى أن هذه القابلية تتحول بسهولة إلى محرك رئيسي لنشر الشائعات، نظرًا لاعتمادها على التأثير العاطفي وضغط الجماعة، مؤكّدًا أن الشائعات تؤدي إلى آثار خطيرة على المجتمعات، منها خلق حالة من الارتباك والحيرة، إثارة الخوف والقلق، فقدان الثقة في المؤسسات الرسمية، وصولًا إلى استخدامها كأداة خطيرة في توجيه الرأي العام وزعزعة الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
الأبعاد النفسية والاجتماعية للشائعات
تلتها محاضرة ثانية للدكتورة داليا عبد الحكيم مطر، مدرس أصول التربية بكلية التربية، تناولت خلالها الأبعاد النفسية والاجتماعية للشائعات ودور القابلية للاستهواء في تعزيزها، مؤكدة أن ضعف التربية الإعلامية والانسياق وراء المؤثرات العاطفية يزيد من احتمالية تصديق الشائعات. وأشارت إلى أن الأشخاص الأكثر قابلية للتأثر بالشائعات غالبًا ما يعانون من القلق وضعف الثقة بالنفس، موضحة أن دور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في تضخيم الأخبار يسهم في انتشار هذه الظاهرة.
أهمية التربية والتعليم
كما أكدت أهمية التربية والتعليم في بناء الوعي النقدي لدى المواطنين، وأهمية القيم الأسرية والدينية في تحصين المجتمع ضد الشائعات، بجانب دور مؤسسات الإعلام والثقافة والدين في مواجهة هذه التحديات.
وشهد البرنامج تفاعلاً ملحوظًا من المشاركين، حيث طُرحت تساؤلات متعددة حول الفارق بين المعلومة والشائعة، وآليات التعامل مع الأخبار المتداولة عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل "واتساب" و"فيسبوك"، فضلًا عن مناقشة دور الجامعة والأسرة في تقليل القابلية للاستهواء أمام الشائعات.
السلاح الأقوى في مواجهة الشائعات
وفي ختام البرنامج، أجمع الحاضرون على أن الوعي النقدي يمثل السلاح الأقوى في مواجهة الشائعات وحماية المجتمع من مخاطرها، مؤكدين مسؤولية كل مواطن في نشر الوعي بدلاً من الانجذاب وراء الأخبار الزائفة.
وقد تم تنظيم البرنامج التدريبي تحت إشراف المهندسة وفاء إمام مدير عام الإدارة العامة للمشروعات البيئية، والمهندس أحمد رمضان مدير إدارة تدريب أفراد المجتمع.