تستعد ولاية فلوريدا لحدث ثقافي غير مسبوق مع انطلاق معرض “من خوفو إلى رمسيس الثاني”، في استوديوهات ساوث فلوريدا بمدينة بويـنتون بيتش، ابتداءً من الثالث من أكتوبر وحتى نهاية مارس 2026.
المعرض الذي يُنظم لأول مرة في الولايات المتحدة يمثل تجربة غامرة متعددة الحواس، تنقل الزائرين إلى قلب الحضارة المصرية القديمة عبر مزيج من التكنولوجيا البصرية الحديثة والمحتوى التاريخي الموثق.
ووفقًا لصحيفة "فزيت فلوريدا"، فإن المعرض يقدم للزائرين رحلة تمتد من 45 إلى 60 دقيقة عبر عوالم مصر القديمة، تبدأ من ضفاف النيل وتمتد إلى عظمة الأهرامات وملوك مثل خوفو ورمسيس الثاني، وتستعرض جانبًا من الحياة اليومية والدينية والملحمية التي شكّلت واحدة من أعرق حضارات العالم.
وكانت الجهات المنظمة استعانت بخبراء مصريات وأثريين لضمان الدقة التاريخية، كما جرى توظيف جرافيكس ثلاثية الأبعاد مستوحاة من ألعاب فيديو شهيرة مثل Assassin’s Creed التي أعادت بناء مصر القديمة بواقعية بصرية لافتة.
التجربة تعتمد على دمج عروض ثلاثية الأبعاد، مؤثرات صوتية وضوئية، ومقاطع تفاعلية تجعل الزائر يشعر بأنه “يعيش” التاريخ بدلًا من مجرد مشاهدته.
ردود الأفعال والتغطية الإعلامية
الإعلام الأمريكي أبدى اهتمامًا لافتًا بالحدث. موقع “سيكريت ميامي” وصف التجربة بأنها “رحلة عبر الزمن” حيث يواجه الزائر “النظرة الأبدية لأبي الهول” وتنهض الأهرامات “بأبعاد ثلاثية حيّة”، مؤكدًا أن العرض لا يقتصر على إبهار بصري بل يقدّم محتوى تعليمي ممتع يجذب الكبار والصغار على حد سواء.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية المعرض حدثًا ثقافيًا وسياحيًا استثنائيًا، مشيرة إلى أنه “تجربة غامرة مذهلة” ستجعل الزائرين “يكتشفون حضارة مصر من جديد” من خلال مشاهد الأهرامات والمعابد والتماثيل الملكية. كما وضع موقع الصحيفة المعرض ضمن أبرز الفعاليات التي تستقطب العائلات والمدارس، مؤكّدًا أن قيمته التعليمية لا تقل أهمية عن جانبه الترفيهي.
البعد الثقافي والسياحي
توقيت المعرض يأتي في سياق اهتمام متنامٍ بالثقافة المصرية في الغرب وأمريكا، خاصة مع الشعبية العالمية لمعارض الآثار المصرية التي جذبت ملايين الزوار خلال العقدين الأخيرين. غير أن هذه التجربة في فلوريدا تختلف جذريًا عن المعارض التقليدية، فهي لا تعرض قطعًا أثرية أصلية بل تستخدم تقنيات رقمية لإعادة خلق المشهد التاريخي بشكل غامر.
هذا التوجه يلقى ترحيبًا متزايدًا في الأوساط الثقافية الأمريكية، حيث يرى كثيرون أنه يتيح التعرف على الحضارات الكبرى بطريقة حديثة تتناسب مع الجيل الرقمي، ويمنح المدارس والطلاب وسيلة مبتكرة للتعلم.
كما يعزز مكانة فلوريدا كسوق سياحي متنوع يجمع بين الشواطئ والأنشطة الترفيهية والعروض الثقافية العالمية.
وبين العمق التاريخي والتقنيات العصرية، يمثّل معرض “من خوفو إلى رمسيس” نقلة نوعية في تقديم الحضارة المصرية للجمهور الأمريكي. فهو لا يقتصر على إعادة سرد تاريخ الملوك والفراعنة، بل يهدف إلى أن يجعل الزائر جزءًا من القصة، يعيش لحظات من الماضي بأدوات المستقبل. وفي ضوء حجم الاهتمام الإعلامي وردود الأفعال الأولية، فإن فلوريدا تبدو مقبلة على واحد من أبرز العروض الثقافية وأهمها في الولايات المتحدة خلال العام.