أطلقت روسيا وبيلاروسيا يوم الجمعة تدريبات عسكرية مشتركة كانت مقررة منذ فترة، بمشاركة آلاف الجنود، وهو ما أثار قلقًا في الغرب، نقلاً عن ABC News
وتحمل المناورات اسم "زاباد 2025" أو "الغرب 2025"، وتُجرى في بيلاروسيا وروسيا وستستمر حتى يوم الثلاثاء. وتهدف إلى إبراز العلاقات الدفاعية الوثيقة بين موسكو ومينسك، بالإضافة إلى إظهار القوة العسكرية الروسية في خضم حربها المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف في أوكرانيا.
وجاءت هذه التدريبات بعد دخول طائرات مسيرة روسية إلى المجال الجوي البولندي يوم الأربعاء، مما أثار مخاوف من أن تتسع دائرة الصراع الأوكراني. وأكد الجيش الروسي أنه لم يكن يستهدف بولندا، فيما أوضحت بيلاروسيا أن الطائرات خرجت عن مسارها، لكن القادة الأوروبيين اعتبروها استفزازًا متعمدًا، ما اضطر حلفاء الناتو لمواجهة تهديد محتمل لأول مرة في مجالهم الجوي.
كما أثارت التدريبات مخاوف في كييف وحلفائها الغربيين في لاتفيا وليتوانيا وبولندا، التي تحد بيلاروسيا. وعندما دخلت القوات الروسية أوكرانيا في 24 فبراير 2022، عبر عدد كبير منها من بيلاروسيا بعد تدريبات مشتركة قبل أيام من الهجوم.
في البداية، قالت السلطات البيلاروسية إن حوالي 13,000 جندي سيشاركون في المناورات قرب الحدود الغربية، لكن وزارة الدفاع أعلنت في مايو أن العدد سينخفض إلى نحو النصف، وأن المناورات الرئيسية ستجرى في أعماق البلاد.
وفي موسكو، قالت وزارة الدفاع يوم الجمعة إن أجزاء من التدريبات ستُجرى على الأراضي الروسية، إضافة إلى بحر البلطيق وبحر بارنتس.
وفي الشهر الماضي، أشار وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين إلى أن معظم المناورات ستجري حول مدينة باريساو، على بعد نحو 74 كيلومترًا شمال شرق مينسك، مع قيام بعض الوحدات الصغيرة بمهام عملية لصد عدو افتراضي قرب الحدود مع بولندا وليتوانيا.
وأضاف خرينين أن التدريبات ستشمل "تخطيط استخدام" الأسلحة النووية الروسية وصواريخ أورشناك متوسطة المدى القادرة على حمل الأسلحة النووية، والتي وعدت موسكو بنشرها في بيلاروسيا.
وفي ديسمبر الماضي، وقعت روسيا وبيلاروسيا اتفاقية تمنح موسكو ضمانات أمنية لحليفتها، بما في ذلك إمكانية استخدام الأسلحة النووية الروسية لصد أي عدوان. وقد سمح الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بنشر بعض الأسلحة النووية التكتيكية الروسية في بلاده، واقترح استضافة صواريخ أورشناك الباليستية متوسطة المدى التي استخدمتها موسكو لأول مرة في نوفمبر ضد أوكرانيا.
وقال بوتين إن صواريخ أورشناك يمكن نشرها في بيلاروسيا في النصف الثاني من 2025، على أن تبقى تحت السيطرة الروسية، مع السماح لمينسك باختيار الأهداف.
وأرسلت بيلاروسيا دعوات رسمية لجميع أعضاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وتسع دول تمتلك ملاحق عسكرية للناتو في مينسك لمراقبة التدريبات.
ويأتي ذلك فيما أشار لوكاشينكو مؤخرًا إلى استعداده لتحسين العلاقات مع الغرب، بعد سنوات من التوتر بسبب قمع المعارضين ودعمه للحرب الروسية في أوكرانيا. وشهد العام الماضي إطلاق سراح سياسيين بشكل منتظم، ودعوات للتقارب مع الغرب. وفي الشهر الماضي، تحدث لوكاشينكو هاتفيًا مع الرئيس الأمريكي السابق ترامب، الذي وصفه بأنه "رئيس يحظى باحترام كبير".
ويوم الخميس، أطلقت بيلاروسيا سراح 52 سجينًا سياسيًا ضمن صفقة توسطت فيها الولايات المتحدة، التي رفعت بعض العقوبات عن الخطوط الجوية الوطنية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.