قال الإعلامي شريف عامر إن المشهد في المنطقة يشهد تطورات متسارعة وخطيرة بعد قصف قطر، مشيرًا إلى أن ما يحدث لم يعد مجرد توتر عابر، بل هو بداية "صفحة جديدة ومختلفة" في العلاقات العربية – الإسرائيلية، وربما حتى في توازنات القوى الإقليمية.
وأوضح، خلال تقديمه برنامج "يحدث في مصر" على قناة MBC مصر، أن لغة الخطاب السياسي الصادرة من عدد من دول الخليج خلال الساعات الماضية بدت أكثر حدة وصرامة من المعتاد، وهو ما يعكس تحولًا في طريقة تعامل الدول العربية مع الاستفزازات الإسرائيلية.
قطر تتهم بالخيانة.. وإسرائيل تلوّح بتغيير الخريطة
توقف شريف عامر عند التصريحات اللافتة التي صدرت مؤخرًا، واصفًا إياها بأنها تحمل مؤشرات واضحة على خطورة المرحلة، ومن أبرزها:
تصريحات رئيس الوزراء القطري التي وصف فيها ما حدث بأنه "غدر وخيانة".
حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن "تغيير الخريطة" واستهداف الخليج العربي.
هذه التصريحات، بحسب عامر، تعكس نوايا تتجاوز مجرد استهداف سياسي أو عسكري محدود، وتمثل إشارات مباشرة إلى محاولات لإعادة رسم الواقع الإقليمي بالقوة.
القمة العربية الإسلامية الطارئة... اختبار للموقف العربي
أكد عامر أن التطورات الأخيرة تضع القمة العربية الإسلامية الطارئة، المقرر عقدها في الدوحة الأسبوع المقبل، أمام تحدٍ حقيقي واختبار حاسم.
وقال: "القمة القادمة لن تكون عادية، بل ستكون ساحة لتحديد الموقف العربي والإسلامي من السياسات الإسرائيلية المتصاعدة، وسنرى إن كان هناك توافق على الانتقال من ردود الأفعال الدبلوماسية التقليدية إلى إجراءات حقيقية تعيد التوازن للمنطقة".
اجتماع مجلس الأمن.. وارتباك أمريكي واضح
أشار شريف عامر إلى أن اجتماع مجلس الأمن الدولي المنعقد حاليًا يُتابَع عن كثب، وسط توقعات بأن تحاول الولايات المتحدة عرقلة أي إدانة مباشرة لإسرائيل، كما هو معتاد في مثل هذه الأزمات.
وقال إن الإدارة الأمريكية تبدو في حالة من الارتباك غير المعتاد، إذ تحاول التوفيق بين دعمها التقليدي لإسرائيل من جهة، وضغوط داخلية متزايدة من الرأي العام الأمريكي، ومن شخصيات بارزة مثل الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أبدى غضبًا علنيًا من تصرفات نتنياهو.
الخليج لم يعد يتقبل المواقف الرمادية
اختتم شريف عامر تحليله بالتأكيد على أن الموقف العربي هذه المرة، وخاصة الخليجي، لا يبدو مستعدًا لتقبل السياسات الرمادية أو المائعة، التي كانت تُستخدم في إدارة الأزمات من قبل.
وأضاف أن الخطاب الخليجي اليوم أكثر صرامة وتماسكًا، وهو ما قد يُترجم في الأيام القادمة إلى قرارات سياسية أو اقتصادية أكثر حدة تجاه الكيان الإسرائيلي، وربما أيضًا تجاه أي طرف يظهر تواطؤًا أو حيادًا في غير موضعه.
أكد شريف عامر أن العالم العربي يقف اليوم أمام مفترق طرق، وأن التطورات الحالية قد تعيد صياغة التحالفات والنظام الإقليمي بأكمله. كما شدد على أن اللحظة الراهنة تتطلب وضوحًا في الرؤية، وحسمًا في القرار، ووحدة في الصف العربي لمواجهة مرحلة هي الأخطر منذ سنوات.
