أخبار عاجلة

المافيا الغربية تضرب الدوحة

المافيا الغربية تضرب الدوحة
المافيا الغربية تضرب الدوحة

تبدو الضربة الصاروخية التي قام بها نتنياهو ضد الدوحة وكأنها موجهة إلى الوفد المفاوض في “حماس”، ولقياداتها. لكن الأمر، فيما أظن وأعتقد، أكبر من ذلك بكثير.

ولم يكد يمر أسبوع واحد على مقالي الأخير “قمة شنغهاي ومصير المافيا الغربية”، حتى أوفت المافيا الغربية بقيادة زعمائها بما يليق برعاة البقر ورجال المافيا.

ليست هي المرة الأولى، فقد كان ترامب يتفاوض مع إيران، ثم قامت إسرائيل والولايات المتحدة بضربها، ثم كان ترامب هو من أمر باغتيال قاسم سليماني، ولا أظن أن أحدا يشك الآن للحظة واحدة أن العمل الإرهابي لتفجير خط أنابيب “السيل الشمالي” هو الآخر من أفاعيل بريطانيا والولايات المتحدة ومن لف على لفهما.

ومهما بلغت درجة استنكارنا وشجبنا ورفضنا لهذا العمل الإرهابي الجبان، فلن يكون له أي قيمة أو تأثير على اللوبي الصهيوني، أحد الأعضاء المؤسسين للمافيا الدولية التي تتزعمها اليوم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

أقول إن الضربة الصاروخية التي قامت بها المافيا الغربية موجهة، وبشكل أساسي، ضد ذلك النجاح الهائل الذي حصدته قمة منظمة شنغهاي للتعاون، وبيان تيانجين، بما تضمنه ذلك من صور طافت العالم للزعماء الثلاث (شي جين بينغ وفلاديمير بوتين ونياندرا موي)، ثم العرض العسكري المبهر، الذي قدمه الجيش الصيني بمناسبة مرور 80 عاما على النصر في الحرب العالمية الثانية، ثم الصورة الثانية التي طافت العالم للزعماء الثلاث (شي جين بينغ وفلاديمير بوتين وكيم جونغ أون).

تأتي تلك الضربة الصاروخية موجهة ضد النظام العالمي الجديد متعدد القطبية، من نظام مهترئ أحادي القطبية يأبى فهم الطبيعة الموضوعية لحركة التاريخ التي تدهس من يقف في طريقها.

ما تؤسس له إسرائيل هو واقع في غاية الخطورة، ويكفي فقط أن نتخيل أن يقوم أحدهم باغتيال ستيف ويتكوف على سبيل المثال! أو أي مفاوض أو وسيط أو مبعوث لأي دولة يسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والبحث عن أرضية مشتركة بين أطراف متصارعة.

ما تؤسس له إسرائيل ومن قبلها الولايات المتحدة بقصفها إيران هو عالم من الفوضى يسوده قانون الغاب، البقاء فيه للقوة، والقوة فقط. فهل هذا بالفعل ما نقرأه في ميثاق الأمم المتحدة، وهل هذا ما نسعى إليه باللجوء إلى قرارات الشرعية الدولية، والالتزام بها، والابتعاد عن اللجوء للعنف.

ما تقوم به إسرائيل يعجل بفنائها لا العكس، والعالم الذي أطل علينا بعد الحادث الإرهابي الأكبر في مطلع القرن (11 سبتمبر) الذي تحل ذكراه الرابعة والعشرين اليوم، هو عالم الذئاب المنفردة، حيث لا يعلم أحد من أين يأتي الدهس ولا الطعن ولا تفجير القنابل بدائية الصنع.

إننا اليوم في عالم الذكاء الاصطناعي، الذي لن نتمكن من السيطرة عليه خلال خمس أو ست سنوات، وسيصبح متاحا لأكبر عدد من البشر، وهو ما ينذر بأن الحرب التي تؤسس لها إسرائيل باستهداف المدنيين في غزة، وقيادات “حماس” على أراضي دولة ثالثة هي حرب فناء لليهود في جميع أنحاء العالم، بينما لن يستطيع أحد أن يوقف تلك الدائرة المفرغة المجنونة من العنف والعنف المضاد.

أعتقد أن قمة روسيا – الدول العربية، واتحاد زعماء الجنوب العالمي والشرق العالمي تحت مظلة الأمم المتحدة أو “بريكس” أو شنغهاي لا بد وأن تتخذ إجراءات ضد هذا العبث الذي تقوم به عصابات المافيا التي استولت على الحكم في عدد من الدول على رأسها إسرائيل.

 

أعتقد أنه قد آن الأوان كي يواجه العالم الولايات المتحدة بكل الجرائم التي تشارك بها في غزة والضفة الغربية ولبنان وإيران والآن قطر، وأوكرانيا ومولدوفا وأرمينيا وغيرها من الدول التي تمارس فيها الاستخبارات الأمريكية والبريطانية أبشع الأدوار بغرض زعزعة الاستقرار ووضع دمى على رأس السلطة في تلك الدول لاستنزافها لصالح الهيمنة القطبية المتهاوية.

إن القضية الفلسطينية كانت وستظل المحك الرئيسي الذي تقاس به حدود الصراع بين المجتمع الدولي وعصابة المافيا التي تتوهم أنها قائمة على إدارة العالم، وتسعى جهارا نهارا إل القضاء على الشعب الفلسطيني في جريمة إبادة جماعية متكاملة الأركان، ولا ينكر أحد ذلك.

لقد أزف الوقت، وأصبح إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة هو الرد الوحيد المنطقي من جميع دول العالم على الغطرسة والعدوان الأمريكي الإسرائيلي. وأعتقد أن التصعيد الروسي في أوكرانيا يصب في نفس المسار، بينما تدرك القيادة الروسية جيدا أن ما تقوله إدارة الرئيس الأمريكي ترامب ربما لا تعنيه، وما تعنيه ربما لا تقوله، لتصبح كل اللقاءات والاتفاقات والمعاهدات غير ذات قيمة، لا سيما أننا نعيش في عالم يسرق فيه الغرب 300 مليار دولار خاصة بالبنك المركزي الروسي، ويصرف من فوائد تلك الأموال التي يدعي أنها “مجمدة” على تسليح أوكرانيا للإضرار بروسيا التي سرقت أموالها، دون أن يجد أي أحد في الغرب أي غضاضة في ذلك.

فهل هذه تصرفات دول عاقلة راشدة؟

الإجابة: كلا. بل تصرفات عصابات من المافيا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أسامة نبيه يُعلن قائمة منتخب مصر تحت 20 سنة في معسكر تشيلي استعداداً للمونديال
التالى ثنائي المصري ضمن قائمة معسكر منتخب الشباب بشيلي استعدادًا لبطولة كأس العالم