الإدمان ليس مجرد عادة سيئة، بل هو هاوية تبتلع ضحاياها بلا رحمة، كثيرون حاولوا الهرب منه فغلبهم، وكثيرون أضاعوا أعمارهم وأسرهم وهم يقاومونه، وفي كل مرة يخرج أحد المدمنين عن السيطرة، تكون النتيجة مأساة جديدة تدفع ثمنها الأسرة والمجتمع معا.
تفاصيل الواقعة
في منطقة الهرم، تجسدت هذه الحقيقة المؤلمة في جريمة مروعة ارتكبها زوج لم يستطع أن ينتصر على ضعفه، فحول بيته إلى محرقة، وأنهى حياته وحياة زوجته في مشهد دموي يهز القلوب.
لم يكن صباح اليوم عاديا بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة، إذ تحولت إحدى الشقق السكنية إلى مسرح لجريمة مروعة بطلها زوج مدمن لم يستطع النجاة من شبح المخدرات، فانتهى به الأمر إلى إنهاء حياة زوجته بوحشية، قبل أن يضع حدا لحياته بطريقة مأساوية.
تفاصيل الواقعة
البداية كانت ببلاغ تلقاه المقدم مصطفى الدكر رئيس مباحث قسم شرطة الهرم بمديرية أمن الجيزة من غرفة عمليات النجدة يفيد باندلاع حريق داخل شقة سكنية بدائرة القسم.
على الفور انتقلت قوات الشرطة والحماية المدنية إلى موقع البلاغ، وتمكنت من السيطرة على النيران التي التهمت محتويات الشقة.
لكن المفاجأة ظهرت أثناء الفحص؛ إذ عثر على جثة ربة منزل متفحمة وبها آثار طعنات نافذة في الصدر، وبإجراء التحريات الأولية، تبين أن الزوج وراء ارتكاب الجريمة.
حيث سدد لزوجته عدة طعنات بسكين المطبخ حتى سقطت غارقة في دمائها، ثم سكب عليها البنزين وأشعل النيران بها وبالشقة، قبل أن يصعد إلى سطح العقار وينتحر ذبحا.
مصحة إدمان
التحريات كشفت عن أن المتهم كان يخضع للعلاج داخل إحدى مصحات الإدمان، إلا أنه هرب منها دون أن يستكمل رحلة علاجه، ليعود إلى منزله مثقلا بالاضطراب النفسي، وفي صباح يوم الجريمة، نشبت مشادة بينه وبين زوجته تحولت إلى جريمة بشعة أنهت حياة الاثنين معًا.
انتقلت النيابة العامة إلى مسرح الجريمة لإجراء المعاينة التصويرية، وأمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثتين لبيان أسباب الوفاة، تمهيدا للتصريح بالدفن، فضلا عن تكليف المعمل الجنائي بفحص آثار الحريق.
تم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات.