يُعد الإحرام أول ركن من أركان العمرة، وهو الحالة التي يدخل فيها المسلم بنية أداء الشعائر، ويُعد نقطة التحول من الحياة اليومية إلى الطاعة الكاملة والخضوع لله.
تبدأ رحلة العمرة من لحظة الإحرام، ويترتب عليها التزام بأفعال وأقوال معيّنة يجب على المعتمر احترامها، فالإحرام ليس فقط ارتداء ملابس بيضاء، بل هو عبادة قلبية وجسدية تبدأ من النية وتتجلى في السلوك، وقد أوضح موقع IslamQA.info أن الإحرام عبادة لها شروط وأوقات وأماكن محددة، لا يتم النسك إلا بها.
خطوات الإحرام للعمرة كما وردت في السنة النبوية
اغتسل قبل الإحرام، ويُسنّ للمسلم أن يغتسل كما يغتسل للجنابة، ويتنظف ويتطيب في جسده (وليس في ثوب الإحرام) قبل لبس ملابس الإحرام، اتباعاً لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
ارتدِ ملابس الإحرام، حيث يلبس الرجل إزارًا ورداءً أبيضين غير مخيطين، بينما تلبس المرأة ما تشاء من الثياب الساترة دون تبرج، بشرط ألا تتزين ولا تتعطر.
صلِّ ركعتين سنة الإحرام، وبعد الاغتسال وارتداء الإحرام، يستحب أداء ركعتين قبل نية الدخول في النسك، وإن لم يفعل فلا حرج.
انطق نية العمرة بوضوح، قل: "لبيك عمرة" بعد الانتهاء من الركعتين، وتُعتبر هذه اللحظة بداية الدخول في الإحرام، وتبدأ بها محظورات الإحرام.
ردّد التلبية بلسان خاشع، قل:
“لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْك، لَا شَرِيكَ لَكَ”، واستمر بالتلبية حتى ترى الكعبة وتبدأ الطواف.
احرص على الدخول في الإحرام من الميقات، ويجب أن تُحرم من الميقات المحدد لك حسب موقعك؛ كذي الحليفة لأهل المدينة، والسيل الكبير لأهل نجد، ويلملم لأهل اليمن، وغيرهم.
محظورات الإحرام
تجنّب محظورات الإحرام فور النية، لا تلبس المخيط (للرجال)، ولا تستخدم الطيب، ولا تقص الشعر أو الأظافر، ولا تقتل الصيد، وامتنع عن الجماع أو مقدماته.
اتّجه إلى مكة فورًا بعد الإحرام، ولا تنشغل بسفر أو تسوق أو مبيت خارج مكة إلا للضرورة، فالعمرة تبدأ بالإحرام وتنتهي بعد الطواف والسعي والحلق أو التقصير.
استحضر النية والإخلاص طوال الطريق، واجعل قلبك حاضرًا، وردد الأدعية والأذكار، وابتعد عن الجدال أو السخط، فالعمرة طاعة لا تقبل إلا بالخضوع والسكينة.
ادخل المسجد الحرام بقدمك اليمنى، وقل: "اللهم افتح لي أبواب رحمتك"، وتوجه ببصرك إلى الكعبة، وابدأ الطواف فور دخولك دون صلاة تحية المسجد.
تذكّر أن الإحرام ليس مظهرًا فقط، بل هو نية وسلوك يعكسان خشية الله وتعظيم شعائره، وبالإخلاص والاتباع للسنة، تكتمل هذه العبادة العظيمة.