أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، أن دفاعات الحلف الجوية تصدت بنجاح لاختراق واسع نفذته طائرات مسيرة روسية للأجواء البولندية ليلة الثلاثاء-الأربعاء، في حادث وصفه بـ"الخطير"، مما دفع وارسو إلى تفعيل المادة الرابعة من معاهدة الناتو للتشاور حول الإجراءات الدفاعية والتدابير المشتركة.
وأوضح روته، في مؤتمر صحفي عقده بمقر الناتو في بروكسل، أن الحلفاء يعبرون عن تضامنهم الكامل مع بولندا في مواجهة هذا الاختراق، مؤكدًا أن الحادث يمثل انتهاكًا واضحًا للسيادة البولندية وللقانون الدولي، وأن الناتو يولي أهمية قصوى لحماية أراضي الدول الأعضاء والحفاظ على أمنها. وأشار إلى أن الدفاعات الجوية للحلف تعاملت بكفاءة مع الطائرات المسيرة، دون تسجيل أي خسائر بشرية أو أضرار مادية كبيرة، مؤكدًا جاهزية الحلف للتصدي لأي تهديدات مستقبلية مماثلة.
وأضاف الأمين العام أن تفعيل المادة الرابعة يعكس الطبيعة الجماعية للدفاع في إطار الناتو، حيث يتم التشاور بين الدول الأعضاء لتقييم الموقف واتخاذ التدابير المناسبة لضمان تعزيز القدرات الدفاعية على الحدود الشرقية للحلف، مع تعزيز التنسيق الاستخباراتي والمراقبة الجوية لمنع أي اختراقات جديدة. وأكد أن الحادث يظهر أهمية التعاون الوثيق بين جميع الدول الأعضاء في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وضمان الردع الفعال ضد أي اعتداء محتمل.
وأشار روته إلى أن الناتو يواصل متابعة التطورات على الحدود الشرقية للحلف، مع تعزيز التواجد العسكري والأنظمة الدفاعية في المناطق الاستراتيجية، بما يضمن حماية الأمن الجماعي واستقرار المنطقة. كما شدد على أن الحلف ملتزم بمبدأ الدفاع الجماعي، وأن أي تهديد لدولة عضو يُعتبر تهديدًا لجميع أعضاء الحلف، ما يعكس التزام الناتو بحماية أراضيه وأمن شعوبه.
من جانبها، عبرت بولندا عن تقديرها لتضامن الحلفاء ودعمهم في هذه اللحظة الحرجة، مؤكدة أن الحادث لن يؤثر على تصميمها في تعزيز أمنها الوطني والعمل مع الناتو لضمان التصدي لأي تهديدات مستقبلية. وأشار خبراء إلى أن مثل هذه الأحداث قد تزيد من حدة التوترات بين روسيا والناتو، وتستدعي مزيدًا من التنسيق العسكري والدبلوماسي لتجنب أي تصعيد محتمل قد يؤثر على الأمن الأوروبي والإقليمي.
ويأتي هذا الحادث في ظل توترات متزايدة بين روسيا والدول الأعضاء في الناتو على الحدود الشرقية، حيث تتابع الحلفاء الإجراءات العسكرية الروسية عن كثب، مع تعزيز التعاون الدفاعي لضمان الاستقرار والأمن في أوروبا.