أكدت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، أن الضربات التي نفذتها القوات الروسية استهدفت فقط منشآت المجمع الصناعي العسكري الأوكراني، ونفت وجود أي خطط لضرب أهداف على الأراضي البولندية، وذلك في أعقاب تقارير تحدثت عن اختراق طائرات مسيرة روسية للأجواء البولندية.
وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أن أقصى مدى للطائرات الروسية المسيّرة المستخدمة في الضربة لا يتجاوز 700 كيلومتر، مما يجعل من المستحيل وصولها إلى الأراضي البولندية، مؤكدة أن العمليات العسكرية كانت موجهة بدقة نحو منشآت عسكرية أوكرانية، بهدف تحييد قدرات كييف العسكرية وتقليل تهديداتها على القوات الروسية والمناطق المستهدفة في العملية العسكرية الخاصة.
وأضافت الدفاع الروسية أن الضربات استهدفت مواقع تخزين الأسلحة ومراكز التدريب التابعة للقوات الأوكرانية، وأنها أسفرت عن خسائر ملموسة في العتاد والقدرات القتالية للجيش الأوكراني، دون الإضرار بالبنية التحتية المدنية، مشددة على أن العمليات تتوافق مع القانون الدولي والقيود العسكرية المطبقة على النزاعات المسلحة.
وأشار البيان إلى أن القوات الروسية حسّنت مواقعها التكتيكية على محاور مختلفة داخل منطقة العملية العسكرية الخاصة، بما يعزز السيطرة على الأرض ويسمح بتنفيذ الضربات الدقيقة على الأهداف العسكرية، مع تقليل الخسائر الجانبية. وأكدت الوزارة أن أي اتهامات بخصوص اختراق الأجواء البولندية غير صحيحة، وأن موسكو على استعداد لتقديم المعلومات والتوضيحات اللازمة للجانب البولندي ولحلف شمال الأطلسي لتجنب أي تصعيد غير مقصود.
وأوضح البيان أن روسيا تولي أهمية كبيرة لتجنب أي مواجهة مع دول الجوار، مؤكدة أن جميع العمليات العسكرية في أوكرانيا تقتصر على الأراضي الأوكرانية، وأن أي اتهامات بالتعدي على حدود بولندا تعتبر مضللة. وأشار البيان إلى استمرار روسيا في مراقبة الوضع على الحدود الشرقية لأوكرانيا وتعزيز الإجراءات الدفاعية لضمان حماية القوات الروسية ومصالحها الاستراتيجية.
ويأتي هذا التوضيح الروسي في وقت يتزايد فيه التوتر بين موسكو والناتو على خلفية مزاعم اختراق الأجواء البولندية من قبل طائرات مسيرة روسية، ما دفع بولندا لتفعيل المادة الرابعة من معاهدة الحلف وطلب التشاور مع الدول الأعضاء. ويعكس موقف موسكو رغبتها في تهدئة التوترات مع حلف الناتو، مع التأكيد على أن عملياتها العسكرية تظل محدودة بالأهداف العسكرية داخل أوكرانيا.