تراجع الدولار الاميركي في تطور مفاجئ هز سوق الصرف في مصر شهد الدولار هبوطاً حاداً وغير متوقع أمام الجنيه المصري ليسجل أدنى مستوى له منذ أكثر من عام كامل هذا الأداء القوي للعملة المحلية جاء مدعوماً بمجموعة من العوامل الاقتصادية الإيجابية التي بدأت تؤتي ثمارها لتعيد للجنيه جزءاً كبيراً من قيمته المفقودة وتنعش آمال المستثمرين والمتعاملين في السوق.
تراجع الدولار الاميركي
على مدار اليومين الماضيين انخفض سعر صرف الدولار بنحو 55 قرشاً ليستقر عند مستويات تدور حول 47.95 جنيه للشراء و48.05 جنيه للبيع في معظم البنوك.
ويمثل هذا الانخفاض تحولاً كبيراً في مسار الجنيه الذي استرد بالفعل نحو 6% من قيمته منذ أن وصل إلى أدنى مستوى له في التاسع من أبريل الماضي.
هذا الانتعاش القوي يؤكد أن الإجراءات الإصلاحية الاقتصادية الأخيرة بدأت تعطي نتائج ملموسة على أرض الواقع.
تدفق الأموال الساخنة يغرق السوق بالدولار
أجمع عدد من الخبراء المصرفيين على أن السبب الرئيسي وراء هذا الهبوط هو الزيادة الهائلة في تدفقات الاستثمار الأجنبي غير المباشر المعروف باسم “الأموال الساخنة”.

حيث شهدت السوق المصرية دخولاً قوياً للمستثمرين الأجانب لبيع الدولار وشراء أدوات الدين المحلية من أذون وسندات الخزانة.

وقد قفز إجمالي رصيد محفظة الأجانب في أذون الخزانة إلى نحو 38 مليار دولار وهو ما زاد من المعروض من العملة الأمريكية بشكل كبير وأدى إلى تراجع سعرها.
مصادر متنوعة تعزز قوة الجنيه
لا يقتصر الأمر على الأموال الساخنة فقط بل إن قوة الجنيه تستمد دعمها من تحسن تدفقات النقد الأجنبي من مصادرها التقليدية المتنوعة وعلى رأسها عائدات قطاع السياحة الذي يشهد انتعاشاً ملحوظاً بالإضافة إلى تحويلات المصريين العاملين بالخارج.

هذا التحرك في سعر الصرف يعكس بوضوح نجاح آلية سعر الصرف المرن التي يتبعها البنك المركزي المصري منذ مارس الماضي والتي تسمح للسوق بتحديد قيمة الجنيه بناءً على قوى العرض والطلب الحقيقية.
شروط الاستمرارية وتحديات المستقبل
على الرغم من هذه المؤشرات الإيجابية يؤكد المصرفيون أن استمرار الجنيه في تحقيق المكاسب مرهون بعدة عوامل رئيسية في مقدمتها استقرار الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة المحيطة والتي تلعب دوراً حيوياً في قرارات المستثمرين الأجانب.

كما أن استمرار العلاقة الإيجابية مع صندوق النقد الدولي وتدفق الاستثمارات المباشرة الجديدة وتراجع معدلات التضخم كلها عوامل ستدعم استمرار هذا المسار الإيجابي للجنيه المصري خلال الفترة المقبلة.