شهدت العاصمة الأردنية عمان، اليوم الثلاثاء، توقيع أول اتفاقية تنفيذية لتعدين خامات الذهب في جنوب الأردن، بين وزارة الطاقة والثروة المعدنية ممثلة بالوزير الدكتور صالح الخرابشة، وشركة وادي عربة للمعادن ممثلة بالمدير العام وعضو هيئة المديرين هاني معتوق الأسمر، وذلك في خطوة وُصفت بالتاريخية لقطاع التعدين الأردني.
وبموجب الاتفاقية، ستباشر الشركة أعمالها في مساحة تبلغ 66 كيلومترًا مربعًا بمنطقة الجنوب، بهدف استكشاف وتعدين خام الذهب، وذلك بعد أن أظهرت الدراسات الجيولوجية الأخيرة مؤشرات إيجابية على وجود تراكمات واعدة من المعدن النفيس.
وأوضح الوزير الخرابشة أن الاتفاقية تمثل باكورة لمشروعات تعدين الذهب في المملكة، مشيرًا إلى أن الحكومة الأردنية تعمل على تعزيز استغلال الثروات المعدنية بشكل مستدام بما يتماشى مع رؤية التحديث الاقتصادي 2033، التي تضع قطاع التعدين ضمن القطاعات ذات الأولوية لتحقيق النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة.
وأكد الخرابشة أن مشروع تعدين الذهب لن يكون مجرد نشاط اقتصادي تقليدي، بل سيرتبط ببرامج تنموية في المجتمعات المحلية القريبة من مناطق العمل، حيث ستلزم الشركة بتشغيل نسبة من العمالة المحلية، إلى جانب تنفيذ مبادرات تنموية وخدمية، مما يسهم في تحسين مستوى المعيشة ويدعم أهداف التنمية المستدامة.
من جانبه، أعرب هاني معتوق الأسمر، المدير العام لشركة وادي عربة للمعادن، عن اعتزازه بتوقيع الاتفاقية التاريخية، مؤكدًا أن الشركة ستعتمد على أحدث التقنيات في مجال التعدين والاستخراج لضمان تحقيق أعلى معايير الجودة والسلامة البيئية.
وأضاف الأسمر أن الشركة ستعمل على تحويل المشروع إلى نموذج ناجح لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى قطاع التعدين الأردني، مشددًا على أن المناخ الاستثماري في الأردن بات أكثر جاذبية بفضل الحوافز الحكومية والبنية التحتية المتطورة.
ويُتوقع أن يفتح المشروع آفاقًا واسعة أمام الأردن لتنويع موارده الطبيعية، إذ أن قطاع التعدين يشكل أحد أبرز أعمدة الاقتصاد إلى جانب الفوسفات والبوتاس. وتُعول الحكومة على الذهب ليكون رافدًا جديدًا يعزز من حصيلة النقد الأجنبي ويدعم الميزان التجاري عبر التصدير للأسواق العالمية.
كما أشارت مصادر في وزارة الطاقة إلى أن الدراسات الأولية تؤكد وجود احتياطيات مشجعة يمكن أن تسهم في جعل الأردن لاعبًا ناشئًا في سوق الذهب الإقليمي، خاصة مع تنامي الطلب العالمي على المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية.
ويرى خبراء أن توقيع هذه الاتفاقية يمثل نقطة تحول استراتيجية في مسيرة قطاع التعدين الأردني، إذ ستفتح الباب أمام المزيد من الاستثمارات في المعادن النفيسة والحرجة، بما ينسجم مع التوجهات العالمية نحو استغلال الموارد الطبيعية بطرق مبتكرة ومستدامة.
كما يتوقع أن يشكل المشروع نموذجًا للشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال التعدين، حيث يضمن إطارًا قانونيًا وتنظيميًا واضحًا يسهم في تعزيز الثقة لدى المستثمرين المحليين والدوليين.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
