يقف المنتخب المصري على أعتاب تحقيق حلم جماهيري طال انتظاره، حيث تنطلق في الساعة السابعة مساء اليوم الثلاثاء معركة كروية فاصلة في مشوار الفراعنة، بمواجهة مصيرية ضد منتخب بوركينا فاسو على ملعب "4 أغسطس" في العاصمة واجادوجو.
هذه المباراة تحمل أحلام شعب بكامله يحلم بالوصول إلى كأس العالم 2026، حيث يحتاج الفراعنة إلى الفوز فقط لضمان التأهل الرسمي إلى البطولة العالمية التي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
السياق التاريخي والتفوق المصري
يمتلك المنتخب المصري سجلاً حافلاً بالتفوق على نظيره البوركيني عبر تاريخ المواجهات التي جمعت بينهما، فالإحصاءات تشير إلى أن الفراعنة لم يهزموا أبداً في ثماني مواجهات سابقة، حققوا خمس انتصارات وتعادلاً في ثلاث مناسبات فقط.
الأرقام تتحدث عن تفوق واضح للمصريين الذين سجلوا 18 هدفاً مقابل تسعة أهداف للخيول البوركينية، ويعود اللقاء الأول بين الفريقين إلى دورة الألعاب الأفريقية عام 1973 في لاجوس النيجيرية، حيث انتصر الفراعنة بأربعة أهداف لهدفين بسجل تاريخي للنجم علي أبو جريشة الذي سجل ثلاثية، وآخر المواجهات كانت في القاهرة ضمن الجولة الثالثة من التصفيات الحالية، وانتهت بفوز مصر بنتيجة 2-1 بسجل ثنائي للنجم محمود حسن تريزيجيه.
المشهد التكتيكي والاستعدادات
يدخل المنتخب المصري هذه المواجهة المصيرية وهو يعاني من عدة غيابات مهمة في تشكيله الأساسي، مما يضع عبئاً إضافياً على المدير الفني حسام حسن، حيث حرمت الإصابات الفريق من خدمات محمد عبد المنعم، ياسر إبراهيم، ياسين مرعي، محمد شكري، إمام عاشور، إضافة إلى حمدي فتحي الذي استبعد إثر إصابة في وجهه. كما أن وضع مهند لاشين لا يزال غامضاً بسبب إصابة في الظهر، مما يحد من الخيارات المتاحة للجهاز الفني.
وفي المقابل، يستعد براما تراوري المدير الفني للمنتخب البوركيني لاستغلال عامل الأرض والجمهور، محذراً من الخطورة الكبيرة للهجمات المرتدة المصرية التي تمثل أحد أبرز نقاط قوة الفراعنة. التشكيل المتوقع للمنتخب المصري يشهد اعتماداً على نظام 3-5-2 الذي يهدف إلى السيطرة على وسط الملعب وتحجيم القدرات الهجومية للخصم.
معطيات تنظيمية وجماهيرية
أعلنت السفارة المصرية في بوركينا فاسو عن توفير 550 تذكرة للجماهير المصرية، بالإضافة إلى 60 دعوة في المقصورة الرئيسية، في محاولة جادة لتخفيف الضغط الجماهيري على اللاعبين وتأمين وجود داعم للفراعنة في المدرجات.
المباراة ستقام في ظل ظروف مناخية صعبة، حيث تصل درجة الحرارة إلى مستويات عالية تزامناً مع وقت إقامة المباراة الرابعة عصراً بتوقيت بوركينا فاسو، السابعة مساءً بتوقيت القاهرة، وهذه العوامل تمثل تحدياً إضافياً للاعبين المصريين الذين اعتادوا على الأجواء المختلفة في القارة الأفريقية، لكنهم يمتلكون الخبرة الكافية للتعامل مع مثل هذه الظروف الصعبة.
الفوز يعني التأهل
من الناحية التنافسية، يتصدر المنتخب المصري المجموعة الأولى برصيد 19 نقطة من سبع مباريات، بينما يحتل بوركينا فاسو المركز الثاني برصيد 14 نقطة، وهذا يعني أن الفوز سيرفع رصيد الفراعنة إلى 22 نقطة، ما يضمن التأهل نظراً لأن البوركيني لا يمكنه تجاوز هذا الرصيد حتى مع الفوز في المباراتين المتبقيتين.
ويتميز المنتخب البوركيني بعدد من اللاعبين المهمين في الدوريات الأوروبية، أبرزهم برتران تراوري مهاجم أستون فيلا الإنجليزي، وإدموند تابسوبا مدافع باير ليفركوزن الألماني، وهذه العناصر تشكل تهديداً حقيقياً لدفاع الفراعنة، خاصة مع اعتماد البوركينيين على السرعة والمفاجأة في الهجمات المرتدة.
القنوات الناقلة لمباراة مصر وبوركينا فاسو
أعلنت قناة ON Sport أنها ستنقل المباراة على التردد 11862 استقطاب رأسي، بينما تنقل قناة SSC HD1 اللقاء على القمر الصناعي عربسات، وقناة MBC مصر 2 على التردد 11470 استقطاب رأسي. المعلقون المعتمدون للمباراة يشملون أيمن الكاشف ومؤمن حسن على قناة ON Sport، وفارس عوض على قناة MBC مصر 2، وعصام عبده على قناة SSC HD1، مما يضمن تغطية شاملة للحدث الكروي المصيري.
السيناريوهات المحتملة للتأهل
في حال فوز المنتخب المصري، سيضمن التأهل الفوري إلى كأس العالم 2026، وهو ما سيمثل إنجازاً مهماً في مسيرة المدير الفني حسام حسن الذي تولى القيادة مؤخراً، بينما التعادل سيرفع رصيد مصر إلى 20 نقطة، ويبقي الأمل قائماً في التأهل لكن مع الحاجة إلى نقطة واحدة على الأقل من المباراتين المتبقيتين. أما الخسارة فستقلص الفارق إلى نقطتين فقط، مما يفتح المجموعة للمنافسة حتى الجولة الأخيرة ويجعل مهمة التأهل أكثر صعوبة وتعقيداً. هذه السيناريوهات تضع ضغوطاً إضافية على اللاعبين الذين يعون جيداً حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
التحديات والفرص المتاحة
أبرز التحديات التي تواجه الفراعنة يتمثل في الظروف المناخية الصعبة، الوجود الجماهيري الكثيف للخصم، الغيابات المتعددة للاعبين أساسيين، وضغوط تحقيق النتيجة الإيجابية. لكن في المقابل، يتمتع المنتخب المصري بتفوق تاريخي ونفسي على نظيره البوركيني، بالإضافة إلى وجود عناصر مميزة قادرة على صنع الفرق في اللحظات الحاسمة. النجم محمد صلاح يمثل دائماً عاملاً حاسماً في مثل هذه المواجهات، كما أن محمود تريزيجيه يسعى لتسجيل هدفين في هذه المباراة ليصبح الهداف التاريخي في مواجهات البلدين، متخطياً رقم حسام حسن البالغ ثلاثة أهداف.
