قالت الباحثة في الشؤون العربية، سالي يوسف، إن كلمة الرئيس السيسي في القمة الاستثنائية لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في تجمع “البريكس”، قوية ولا يمكن تجاهلها بأي شكل من الأشكال؛ إذ أنها كشفت مدى العوار الموجود في النظام الدولي والذي يعطل الحقوق والواجبات للدول والشعوب المظلومة، ولفتت في تصريحات للرئيس نيوز إلى أن مصر من أوائل الدول التي اكتشفت عوار النظام الدولي وشكلت مع دول رائدة في المنطقة منظمة دول عدم الانحياز.
وأشارت الباحثة في الشؤون العربية، إلى أن كلمة الرئيس السيسي لمست الجرح بقوة، إذ أن حق النقض الفيتو أصبح أداة تعزل مجلس الأمن عن الواقع، وجعلت المجلس عاجزا عن وقف الحروب وحماية السلم، وأشارت إلى أن كلمة الرئيس السيسي استكمالا لدبلوماسية تؤكد أن النظام العالمي المعمول به حاليا في أعقاب الحرب العالمية الثانية لابد من تغييره، وأن قوة الكلمة جاءت بالتزامن مع فعاليات قمة البريكس، وهو التحالف الذي يستهدف كسر الهيمنة الغربية على القرار الدولي.
مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعرب أكثر من مرة عن رفضه لتحالف بريكس، وهدد في وقت سابق بفرض عقوبات على الدول المنخرطة فيه، موضحة أن مصر تعيد تشكيل التحالفات في المنطقة وتقود دبلوماسية هادئة تحاول من خلالها إعادة توازن المجتمع الدولي.
وأكد الرئيس السيسي خلال كلمته إن العالم يشهد صراعات، تهدد العمل الدولى متعدد الأطراف؛ بل ومنظومة الأسس والقواعد والمبادئ، التى يستند إليها النظام الدولي منذ عام ١٩٤٥.
شدد على أن المشهد الدولى اليوم بان، غارقا فى ازدواجية فاضحة فى المعايير، وانتهاك سافر لأحكام القانون الدولى، دون أدنى اكتراث أو مساءلة، فى ظل إفلات ممنهج من العقاب، وتصاعد مقلق للنزعات الأحادية والتدابير الحمائية.
أضاف أن هذا الانحدار يقوض أسس السلم والأمن الدوليين، ويعيد البشرية إلى أجواء الفوضى واللا قانون، ويكرس استخدام القوة، كوسيلة لفرض الإرادة وتحقيق المآرب، على حساب الشرعية والعدالة. ولم يكن من المستغرب، فى ظل هذا التراجع، أن تتفاقم الأزمات وتشتعل الصراعات وتندلع الحروب، وأن ترتكب جرائم مروعة من قتل وتدمير، ستظل وصمة عار لا يمحوها الزمن، تطارد من تلطخت أيديهم بها.
تابع: "قد أضعف هذا الواقع المتردى، فاعلية العمل الدولى المشترك، وقيد قدرة الدول والمؤسسات الأممية، على التصدى للقضايا الملحة، التى تستوجب أعلى درجات التنسيق والتعاون. وفى هذا السياق، يعد وضع مجلس الأمن الدولى، مثالا صارخا، على ما آل إليه حال المجتمع الدولى، من عجز وتراجع وهو ما انعكس سلبا وبشكل مباشر، على ثقة الدول فى منظومة الأمم المتحدة، لاسيما فى أداء مجلس الأمن ذاته.
وقد دفع هذا التآكل فى المصداقية، العديد من الدول، إلى المطالبة بإصلاح شامل لآليات عمل المجلس، بما فى ذلك الدعوة الصريحة، إلى إلغاء حق النقض "الفيتو".. ذلك الامتياز الذى تحول بمرور الزمن، إلى أداة لعزل المجلس عن الواقع الميدانى، وجعله عاجزا عن أداء دوره المحورى، فى تسوية النزاعات ووقف الحروب، رغم كونه الهيئة الأممية، المنوط بها حفظ السلم والأمن الدوليين".
وحق الفيتو في مجلس الأمن هو حق يُجرى منحه للأعضاء الخمسة الدائمي العضوية في مجلس الأمن، وهم روسيا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، إذ تمنحهم هذه الميزة وبشكل فردي رفض أي مشروع قرار حتى وإن كان مقبولًا للدول الـ14 الأخرى المكونة لمجلس الأمن.
وكان حق النقض أو حق الفيتو جرى استخدامه لأول مرة عام 1946 من قبل الاتحاد السوفييتي، ولجأت إليه روسيا فيما يزيد على 140 مرة كأكثر الدول استخدامًا له، أما الولايات المتحدة فاستخدمته نحو 90 مرة.
واستخدمته أمريكا خلال الفترة الأخيرة في إجهاض مشاريع قرارات لوقف الحرب الهمجية على قطاع غزة.