في تطور حكومي لافت بتاريخ 5 سبتمبر، عُيّنت شابانا محمود رسمياً وزيرةً للداخلية خلفًا لايفيت كوبر، ما يجعلها أول مسلمة في تاريخ المملكة المتحدة تتولى هذه الحقيبة الأمنية والسيادية
السيرة الذاتية والسياسية
وُلدت عام 1980 في برمنغهام لعائلة باكستانية الأصل، وأمضت طفولتها بين السعودية وبريطانيا.
حصلت على شهادة القانون من جامعة أكسفورد (Lincoln College) وتأهّلت للعمل كمحامية متخصصة في تعويضات المهن القانونية .
دخلت البرلمان عام 2010 عن دائرة برمنغهام ليديوو، لتصبح من أوائل النساء المسلمات من بين أعضاء البرلمان .
تبنّت توجه تيار "العمال الأزرق" الاجتماعي المحافظ، وتطرّفت سياساتها نحو التشدد في ملف الهجرة وإنفاذ القانون .
شغلت سابقًا مناصب ظليّة متنوعة، ثم تولّت حقيبة العدل ومفتّش المظالم عام 2024، حيث أطلقت مخططًا لإطلاق مبكّر لعدد من السجناء بهدف تخفيف الازدحام في السجون.
السياسات المتوقعة خلال ولايتها
تشديد ملف الهجرة
تتضمن أولى خطواتها رئاسة اجتماع لحلف العين الخمسة (Five Eyes) لمكافحة تهريب البشر، في ظل ارتفاع قياسي بوصول أكثر من 30 ألف مهاجر عبر القنال منذ بداية 2025 .
دعت إلى إجراءات صارمة تشمل: إرجاع المهاجرين فورياً إلى فرنسا. ونقل طالبي اللجوء من الفنادق إلى الثكنات العسكرية أو استخدام الهياكل المعيارية كحلول مؤقتة .
وتسعى شابانا لتطبيق نظام “واحد يُخرج، وآخر يُرجع” للحد من تدفق القوارب الصغيرة
كما تنتظر شابانا محمود، ملفات حساسة تنطوي علي تحديات كبيرة علي صعيد الشأن الداخلي في البلاد، إضافة الي إصلاح جهاز الشرطة، والتحقيق في شبكات الاستغلال للأطفال
كما تعهدت وزيرة الداخلية، بأن تكون صارمة في التعامل مع الجماعات المحظورة مثل ( فلسطين اكشن ) التي ادرجت علي قائمة الإرهاب في يوليو 2025
كما تعمل علي خفض الهجرة القانونية الصافية بمئة ألف سنويًا عبر تشديد منح تأشيرات العمل والدراسة
رفْع فعالية إنفاذ القانون
ستواصل جهودها لمعالجة جرائم "عصابات الاستغلال" وصياغة إصلاحات تشريعية صارمة في العدالة الجنائية .
إعادة تقييم الحريات وصون الأمن
أبدت تحفظات حول التطبيق الواسع لاتفاقية حقوق الإنسان الأوروبية “ECHR”، داعية إلى إصلاحات تشريعية تُسهل عمليات الترحيل .
إتزان حساس بين المواقف السياسية والهوية
رغم دعمها للقضية الفلسطينية، إلا أنها تسعى للحفاظ على توازن مدروس بين الحريات وصون الأمن القومي، خصوصا في ملف منع نشاطات جماعة Palestine Action
التحديات الكبرى أمامها
ومن ضمن التحديات التي ستواجهها شابانا خلال فترة توليها هذا المنصب الحساس، طوفان القوارب الصغيرة حيث تجاوز الرقم 30 ألف لاجئ وهذا التحدي سيمثل اختبارًا لقدرتها التنفيذية .
إلى جانب ضغوط سياسية داخلية من جانب المعارضة، والمعارضة المحتملة داخل حزب العمال نفسه إذا اعتُبرت سياساتها متشددة جدًا أو متسامحة قليلًا .
شابانا محمود ترمز إلى مزيج غير مألوف من الإرث الثقافي القوي، والمحافظة الاجتماعية العملية، والتفكير الإصلاحي. تعزيزها لمنصب وزيرة الداخلية المشهود يعد علامة فارقة في السياسة البريطانية: ليس فقط من باب التمثيل الرمزي، بل من خلال تكليفها بملف يشكّل أحد أشد التحديات أمام حكومة ستارمر. وأمامها فرصة – وصراع – لإعادة بناء الثقة في القانون والنظام، ضمن إطار يحترم القيم الوطنية والإنسانية.
