قطعت نواكشوط شوطًا مهمًا لتحقيق طموحاتها بإنتاج الهيدروجين الأخضر في موريتانيا، من خلال توقيع صفقتين مهمتين لإنتاج الأمونيا الخضراء ما يعزز تطلعاتها للريادة بين دول القارة.
وقّعت وزارة الطاقة والنفط أمس الإثنين اتفاقية إطارية مع شركة "يو إي جي غرين هيدروجين" (UEG GREEN HYDROGEN)، بهدف تطوير مشروعات لإنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء في موريتانيا.
كما أبرمت موريتانيا -وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- اتفاقية أخرى مع شركة هينفرا ((HYNFRA البولندية بهدف تطوير مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في موريتانيا.
وتطمح موريتانيا إلى إنتاج 12 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بأسعار تنافسية للغاية، مستفيدة في ذلك من الإمكانات الضخمة من الموارد الطبيعية التي تتمتع بها وقربها من الأسواق الرئيسة في أوروبا.
صفقة يو إي جي غرين هيدروجين
تعتزم شركة "يو إي جي" (UEG) إنتاج ما يقارب مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويًا على نطاق واسع في موقعين يقعان في شمال البلاد ووسطها، وتدرس إنتاج الحديد أو الفولاذ الأخضر.
وتنصّ مدونة الهيدروجين الأخضر في موريتانيا على أنه بعد الاتفاقية الإطارية، وإذا تمّ الوفاء بجميع الالتزامات المترتبة عليها، ستبدأ الأطراف في التفاوض على الاتفاقية الشاملة.
وقال وزير الطاقة والنفط محمد ولد خالد: "تعكس هذه الاتفاقية التزام موريتانيا باستغلال إمكاناتها في مجال الهيدروجين الأخضر، ووضع نفسها في طليعة الدول الفاعلة في تحول الطاقة عالميًا".

من جانبه، قال نائب الرئيس لشركة يو إي جي، ليزلي تشانغ: "تدرك الشركة الموارد الاستثنائية للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في موريتانيا، بالإضافة إلى الدعم الإستراتيجي للحكومة، خاصة في مجال التخطيط والتشريعات الخاصة بقطاع الهيدروجين الأخضر".
وأضاف: "بصفتنا شركة طاقة تعمل في كل من الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة، فإننا قادرون على تغطية جزء كبير من سلسلة قيمة الهيدروجين الأخضر، بدءًا من إنتاج الكهرباء المتجددة، وصولًا إلى نقل وتخزين الهيدروجين ومشتقاته".
وتشكّل الاتفاقية خطوة إضافية بتحقيق الإستراتيجية الوطنية في مجال الهيدروجين الأخضر في موريتانيا.
الأمونيا الخضراء في موريتانيا
تخطط شركة هينفرا البولندية لإنتاج الأمونيا الخضراء في موريتانيا من خلال مشروع بطاقة إنتاجية سنوية تقدّر بـ 120 ألف طن.
وكانت هينفرا -وهي شركة بولندية متخصصة في إنتاج الأمونيا- قد وقّعت مذكرة تفاهم مع وزارة الطاقة والنفط العام الماضي، لمشروع تجريبي في البداية، وتوسّعت طموحاتها الاستثمارية الآن لتطوير مشروع لإنتاج الأمونيا الأخضر على نطاق أوسع.
وقال وزير الطاقة والنفط محمد ولد خالد، إن رغبة هينفرا في توسيع طموحاتها الأولية لإنتاج الأمونيا الخضراء في موريتانيا، والانتقال من مشروع تجريبي إلى مشروع إنتاجي على نطاق أوسع، تتوافق مع الاتجاهات الجديدة التي تؤكد مكانة موريتانيا بصفتها دولة مؤهلة للاستثمارات في هذا القطاع.
وصنّف مشروع إتش 2 أطلس-أفريقيا (H2Atlas-Africa) -مؤخرًا- موريتانيا في المرتبة الأولى بين 38 دولة أفريقية من حيث تكلفة الهيدروجين الأخضر وإمكانات إنتاجه، مؤكدةً بذلك مكانتها بوصفها أكثر مُنتجي الهيدروجين الأخضر تنافسية في أفريقيا.
وقال مدير الشركة البولندية، توموهو أوميدا: "إن شركته لديها خبرة تمتد على أكثر من 100 عام في تركيب الأمونيا، وهي خبرة فريدة نتقنها على أعلى المستويات الدولية".
وأضاف: "مع الظروف الاستثنائية في موريتانيا، توفر هذه الخبرة إمكان أن يكون المشروع أحد أفضل المشروعات من نوعه في العالم، وهذا أصبح ممكنًا بفضل رؤية الحكومة الموريتانية وقانون الهيدروجين الخاص بها، وهو أحد أكثر القوانين تقدمًا في العالم في هذا المجال".
يُرسخ قانون الهيدروجين الأخضر في موريتانيا مكانتها بوصفها دولة رائدة في مسيرة التحول نحو الطاقة النظيفة في أفريقيا، إذ يُعزز مكانة البلاد بوصفها نموذجًا محتملًا لأفريقيا في وضع أطر جاهزة للاستثمار في التقنيات الخضراء.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..