وسط جيل يبحث عن ذاته بين ضغوط الدراسة وتحديات الواقع، تبرز تجربة فتاة مصرية استطاعت أن تجمع بين الطموح والإصرار، لتصبح نموذجًا مشرفًا يليق بالشباب الواعد، إنها ريناد سالم، ابنة العشرين عامًا، التي أثبتت أن النجاح لا يعرف طريقًا واحدًا، بل تصنعه الإرادة حين تلتقي بالشغف.
تدرس ريناد الهندسة في الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا (E-JUST)، غير أن شغفها لم يتوقف عند حدود القاعات الدراسية، فمنذ سنواتها الأولى، برزت موهبتها في مجال الدبلوماسية عبر مشاركتها في مؤتمرات نموذج الأمم المتحدة (MUN)، حيث جسدت أدوارًا لدول مختلفة، وحصدت الجوائز تلو الأخرى، ويكفي أنها نالت لقب أفضل دبلوماسية بارزة أثناء تمثيلها لفرنسا في مجلس حقوق الإنسان بـ E-JUST MUN، وهو إنجاز يعكس قوة حضورها وثباتها على منصات الحوار.
لم يكن المسرح بعيدًا عن مسيرتها، فقد كرست ثماني سنوات من حياتها للوقوف على خشبته مع فرقة ريكتو فيرسو، لتشارك في المهرجانات الدولية ومنها FESTIF للمسرح الفرانكفوني، مجسدة حلمها في أن يكون الفن رسالة لا تقل قيمة عن أي إنجاز علمي، أما الرياضة، فكانت متنفسًا آخر لروحها المقاتلة، ومنذ عام 2018، حملت سيف المبارزة لتنافس ضمن فريق نادي سبورتنج، لتثبت أن الفتاة المصرية قادرة على الجمع بين القوة الذهنية والجسدية في آن واحد.
ومؤخرًا، اختارتها كليتها لتكون الوجه الرسمي للفيديو الدعائي لكلية الهندسة بجامعة E-JUST، في إشارة واضحة إلى مكانتها كرمز للشباب الطموح الذي يمثل جامعته وبلده خير تمثيل، وريناد سالم ليست مجرد طالبة هندسة، بل هي قصة كفاح لفتاة مصرية آمنت أن الطريق نحو النجاح لا يعبد إلا بالجد والاجتهاد، وأن التحديات لا تُقهر إلا بالعزيمة، قصتها تلهم كل شاب وفتاة بأن النجاح متعدد الأبواب، يكفي أن تطرقها بثقة وإصرار.