وسط ممرات مدرسة أسوان الثانوية للبنات، حيث تعمل كأخصائية اجتماعية بين الطالبات، لم تتخل زينب سعدي عبدالموجود دغار عن شغفها الأول: السينما، ابنة الجنوب لم تقبل أن تكون الظروف حاجزًا أمام حلمها، بل جعلت من كل تحدٍ جسرًا نحو التميز، حتى حملت اسمها إلى منصات التكريم داخل مصر وخارجها.
مؤخرًا، استطاعت زينب أن ترفع اسم أسوان عاليًا بعد أن فاز فيلمها "ست أخوات" بجائزة من المهرجان المصري الأمريكي للسينما والفنون، الذي استضافه "مركز الإبداع الفني" بدار الأوبرا المصرية، نجاح لم يأتِ صدفة، بل جاء نتاج سنوات من الاجتهاد والتعلم، والمشاركة في ورش تدريبية لصناعة الأفلام وتوجيه الممثلين، لتؤكد أن الطموح لا تحده جغرافيا ولا قيود.
لم تكتفي زينب بهذا الفوز، بل أهدت جمهورها فيلم "الفرقة 18"، الذي حصد الجائزة الأولى في مسابقة “بطل من بلدنا” لوزارة التضامن الاجتماعي عام 2024، ليصبح إضافة جديدة لمسيرتها التي تتزين بسلسلة من الأعمال المميزة. فقد عملت كمصورة ومساعدة تصوير في أفلام لاقت إشادة واسعة، مثل "الفلوكة"، "اختلاف"، "أنا"، و"3 دقائق"، وصولًا إلى فيلم "حكايتها" الذي تُوّج بجائزة أفضل فيلم في محور "أفلام ذات أثر" بمهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة 2022، وكذلك فيلم "العروسة" الذي حاز على جائزة أفضل قصة في نفس المهرجان عام 2023.
وبعيدًا عن الكاميرا، فإن زينب بنت لنفسها قاعدة علمية متينة، حيث حصلت على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية، ثم واصلت طريقها لتحصل على دبلوم الدراسات العليا في “الأسرة والطفولة”، ودبلوم الدراسات الأفريقية في تخصص الأنثروبولوجيا، وصولًا إلى تمهيدي الماجستير في الدراسات الأفريقية – الشعبة الاجتماعية.
زينب السعدي ليست مجرد مخرجة أو مصورة، بل نموذج لفتاة مصرية مكافحة آمنت بنفسها وبموهبتها، وحملت رسالة من الجنوب إلى العالم: أن الإبداع يولد من الإرادة، وأن الحلم مهما كان بعيدًا، يمكن أن يتحقق بالعمل والإصرار.
