يترقب عشاق الكرة المصرية عودة الدوري الممتاز بعد فترة التوقف الدولي، حيث يخوض النادي الأهلي سلسلة من المباريات القوية خلال شهر سبتمبر، تبدأ بمواجهة إنبي يوم 14 سبتمبر، ثم لقاء سيراميكا كليوباترا في 19 من الشهر نفسه، يعقبه صدام مع حرس الحدود يوم 23، قبل أن يكون الختام بموقعة نارية أمام الزمالك يوم 29، في مباراة تُصنَّف دائمًا كأبرز قمم الكرة العربية والأفريقية.
نتائج متباينة لبداية الأهلي
الأهلي لم يظهر بالشكل المنتظر في مستهل مشواره بالمسابقة المحلية، إذ استهل مشواره بالتعادل الإيجابي أمام مودرن بثنائية لكل فريق في الجولة الأولى، قبل أن يحقق فوزًا كبيرًا على فاركو برباعية مقابل هدف، ما أعطى الجماهير بعض الأمل في عودة الفريق لسكة الانتصارات.
لكن سرعان ما عاد التراجع ليتصدر المشهد، بعدما اكتفى الفريق بالتعادل السلبي أمام غزل المحلة، ثم تلقى خسارة مؤلمة أمام بيراميدز بهدفين دون رد، وهو ما فتح الباب أمام انتقادات واسعة للجهاز الفني بقيادة الإسباني خوسيه ريبيرو، الذي لم يتمكن من فرض بصمته الفنية على الفريق خلال المباريات الأولى.
تغيير على رأس الجهاز الفني
إدارة الأهلي لم تنتظر طويلًا، وقررت توجيه الشكر للمدرب الإسباني خوسيه ريبيرو بعد الخسارة أمام بيراميدز، لتبدأ مرحلة جديدة يقودها مؤقتًا عماد النحاس، المدرب المعروف بخبرته في الدوري المصري، على أن يتولى المهمة حتى التعاقد مع مدير فني أجنبي جديد يتناسب مع طموحات القلعة الحمراء.
كما استعان النادي بوليد صلاح الدين في منصب مدير الكرة، في خطوة تهدف إلى إعادة الانضباط داخل الفريق والاستفادة من خبراته الطويلة كلاعب سابق وإداري قادر على إدارة غرفة الملابس بكفاءة.
جدول مزدحم وتحديات صعبة
الجدول المقبل للأهلي لا يخلو من الصعوبات، إذ يواجه إنبي الذي يبحث دائمًا عن الظهور القوي أمام الكبار، ثم لقاء سيراميكا كليوباترا الذي يُعد من الفرق الطموحة التي تقدم مستويات مميزة أمام المنافسين المباشرين.
أما مواجهة حرس الحدود، فهي تمثل اختبارًا خاصًا لقدرة الفريق على حصد النقاط من المباريات التي تبدو في المتناول على الورق، لكنها غالبًا ما تحمل مفاجآت، خصوصًا أن الفريق العسكري يتميز بالروح القتالية.
لكن تبقى مباراة الزمالك يوم 29 سبتمبر هي الأهم، حيث تشكل دائمًا اختبارًا حقيقيًا لمدى جاهزية الأهلي واستعادته للثقة.
لقاء القمة لا يقبل القسمة على اثنين، ويُنظر إليه من جانب الجماهير والإدارة على أنه بطولة خاصة، لا سيما أن الأهلي يسعى لتصحيح مساره بعد البداية المتواضعة في الدوري.
بين القلق والطموح
الجماهير الحمراء تعيش حالة من القلق بعد البداية المهزوزة للفريق، لكنها في الوقت ذاته تُعلّق آمالًا كبيرة على التغييرات الأخيرة في الجهاز الفني والإداري، وعلى عودة الانضباط والروح القتالية التي لطالما عُرف بها الأهلي.
ويُدرك عماد النحاس أن مهمته لن تكون سهلة، إذ سيخوض فترة مليئة بالتحديات والمباريات الصعبة في وقت قصير، لكنه أكد في أكثر من مناسبة أنه يثق في قدرات لاعبي الأهلي ورغبتهم في إسعاد الجماهير.
وفي النهاية، يبقى شهر سبتمبر بمثابة منعطف حاسم في مشوار الأهلي بالدوري الممتاز، حيث سيتحدد من خلاله ما إذا كان الفريق سينجح في استعادة هيبته سريعًا، أم سيواصل التذبذب الذي ظهر في الجولات الأولى. لكن المؤكد أن القمة أمام الزمالك ستكون العنوان الأبرز لاختبار جاهزية الفريق الأحمر تحت القيادة المؤقتة لعماد النحاس.