تُدهش السماء أنظار البشر حين يختفي نور القمر فجأة أو يتغير لونه بفعل وقوعه في ظل الأرض، فيتجدد شعور الإنسان بعظمة الخالق الذي يُغير نظام الكون بقدرته.
وتدفع هذه الظاهرة الكونية المسلم إلى التوجه إلى الله بالصلاة والدعاء، امتثالًا لما أوصى به النبي ﷺ عند وقوع الخسوف، ويتساءل الكثيرون كيف نصلي صلاة خسوف القمر؟ وما الكيفية الصحيحة التي وردت في سنة المصطفى؟.
عدد ركعات صلاة خسوف القمر
قالت دار الإفتاء المصرية، إن صلاة الخسوف تُؤدى ركعتين على هيئة مخصوصة تبدأ عند بداية الخسوف وتنتهي بزواله.
خطوات أداء صلاة خسوف القمر
يبدأ المسلم الصلاة بالتكبير والنية لصلاة الخسوف، ثم يقرأ الفاتحة وسورة طويلة مثل سورة البقرة أو آل عمران، ثم يركع ركوعًا طويلًا يسبح فيه الله ويطيل الدعاء، وبعد ذلك يرفع رأسه من الركوع ويقرأ الفاتحة مرة أخرى مع سورة طويلة أخرى، ثم يركع للمرة الثانية ويطيل في الركوع أيضًا، وبعدها يسجد سجدتين طويلتين، ليكون بذلك قد أتم الركعة الأولى.
ويعيد المصلي الركعة الثانية على النحو ذاته قراءة الفاتحة وسورة طويلة، ثم ركوع طويل، ثم قراءة ثانية وركوع آخر، ثم سجودان طويلان، وبعد الانتهاء يجلس للتشهد ويسلم، فتكون الصلاة ركعتين، وفي كل ركعة قراءتان وركوعان وسجدتان، وتُسمى هذه الكيفية بصلاة الخسوف التي داوم عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وأرشد أصحابه إليها.
ويُستحب أن تُصلى جماعة في المسجد، فيتقدم الإمام ويجمع الناس لأداء الصلاة، ثم يعظهم بخطبة قصيرة يحثهم فيها على التوبة والاستغفار والصدقة، وإذا لم يتيسر حضور الجماعة جاز للمسلم أن يصليها منفردًا في بيته، ويُشرع خلالها الإكثار من الدعاء والذكر والتضرع، لأن الخسوف وقت تُفتح فيه أبواب الرجاء وتلين فيه القلوب عند مشاهدة تغير نظام السماء.
ويحث العلماء المسلمين على أن يطيلوا القراءة والركوع والسجود في هذه الصلاة حتى يتحقق الغرض الروحي منها، وهو استشعار رهبة الحدث والتقرب إلى الله، ويؤكدون أن هذه الصلاة لا تُقضى بعد انتهاء الخسوف، بل تنتهي بانجلاء القمر وعودته إلى حالته الطبيعية، فهي عبادة مرتبطة بوقت محدد لا يتكرر إلا عند وقوع الظاهرة نفسها.
دعاء صلاة خسوف القمر
ويستحسن أن يرافق الصلاة دعاء واستغفار جماعي وصدقات للفقراء والمساكين، حتى يتحول الحدث الكوني إلى مناسبة إيمانية كاملة يتذكر فيها الناس قدرة الله ووحدانيته، كما يدعو الفقهاء إلى عدم الانشغال بمشاهدة الخسوف من الناحية الفلكية فقط، بل ينبغي أن يجتمع المسلم على الجمع بين العلم والإيمان، فيتابع الظاهرة بعيونه ويعيشها بروحه وصلاته، وتظل صلاة خسوف القمر علامة فارقة تذكّر المسلمين بأن الكون كله بيد الله، وأن تغير مظهر القمر ليس مجرد مشهد سماوي بل نداء روحي يوجه القلوب إلى خالقها.
