عاجل| من فاروق حسني لـ"خالد العناني".. هل تفعلها ...

شهدت الساحة الثقافية والدبلوماسية المصرية خلال العقدين الأخيرين 3 محاولات بارزة للفوز بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وهو واحد من أهم المناصب الثقافية الدولية الرفيعة، نظرا لدور المنظمة في حماية التراث وتعزيز التعليم والثقافة على مستوى  العالم.

البداية مع  الفنان فاروق حسني

وكانت أولى هذه المحاولات في عام 2009 عندما رشحت مصر وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني لهذا المنصب، وجاء ترشيحه مدعوما بتاريخ طويل من العمل الثقافي البارز، إلا أن حملته واجهت جدلا واسعًا بعد تصريحات اعتبرت مسيئة لحرية الفكر، مما أدى إلى انقسام المجتمع الدولي بشأن دعمه.

ورغم حصوله على تأييد واسع من الدول العربية والأفريقية في البداية، لكنه خسر هذا المقعد، في الجولة الأخيرة بفارق ضئيل أمام المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا، لتبدد آمال مصر في ذلك الوقت لتولي هذا المنصب.

المحاولة الثانية  السفيرة مشيرة خطاب

تجددت آمال مصر من جديد في عام 2017 مع ترشيح السفيرة مشيرة خطاب، التي تمتلك خبرة دبلوماسية واسعة في مجال حقوق الإنسان والعلاقات الدولية، وخاضت السفيرة منافسة شرسة وحصلت على دعم عربي وأفريقي  كبير، إلا أن الانقسامات في التصويت النهائي أسفرت عن فوز الفرنسية أودري أزولاي بالمنصب، لتفشل المحاولة الثانية أيضًا رغم الجهود المكثفة.

ترشيح الدكتور خالد العناني

اليوم، تعود مصر لتخوض التجربة للمرة الثالثة بترشيح الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق وأستاذ علم المصريات المعروف، لقيادة اليونسكو خلال الفترة المقبلة.

ويتمتع العناني بسجل مهني بارز يشمل إدارة ملفات التراث والآثار المصرية، إضافة إلى مشاركته في مشروعات ثقافية كبرى مثل المتحف المصري الكبير.

كما يحظى العناني حتى الآن بدعم رسمي من الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، إلى جانب مساندة عدة دول مؤثرة مثل فرنسا وإسبانيا وألمانيا والبرازيل.

كما قام بجولة دبلوماسية شملت عشرات الدول للترويج لبرنامجه الانتخابي الذي يركز على تجديد دور المنظمة وتعزيز دورها في التعليم والسلام والحفاظ على التراث العالمي.

هل تفوز مصر هذه المرة؟

تبدو فرص مصر هذه المرة واعدة مقارنة بالمحاولتين السابقتين؛ فالدكتور خالد العناني لم يرتبط بأي جدل سياسي أو تصريحات مثيرة له، كما أن خبرته الأكاديمية والإدارية في مجال الثقافة والآثار تمنحه ثقلًا وثقة كبيرة  أمام المجتمع الدولي، لكنه يبقى الطريق إلى هذا المنصب مصحوبا بالتحديات، نظرا لقوة المنافسين واستمرار المشاورات بين الكتل التصويتية الكبرى داخل  منظمة اليونسكو.

وتراهن مصر على هذا الترشيح ليس فقط لتعزيز حضورها الثقافي على الساحة الدولية، بل لاستعادة دورها الريادي في قيادة المؤسسات العالمية المعنية بالثقافة والتراث، وإذا نجحت مصر هذه المرة، فسيكون ذلك إنجازًا يعيد للأذهان أدوار مصر التاريخية في دعم الثقافة العالمية منذ إنشاء اليونسكو.

منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو

تعد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو هي هيئة متخصصة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة  تأسست عام 1945.

هدفها الرئيسي هو “المساهمة بإحلال السلام والأمن عن طريق رفع مستوى التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والتعليم والثقافة لإحلال الاحترام العالمي للعدالة ولسيادة القانون ولحقوق الإنسان ومبادئ الحرية الأساسية"

وتضم اليونسكو 195 دولة عضو و9 أعضاء منتسبين.

يقع مقرها الرئيسي في باريس، و ترأسها حالياً السيدة  أودري أزولاي .