ضمن حركة الكفاح الفلسطيني المسلح – بعد إنشاء منظمة فتح شارك المصريون بداية من الأردن في معركة ” الكرامة ” وأستشهد فيها البطل المصري الدكتور عبد الرحمن توفيق (27 سنة ) ، وعندما أنتقلت المنظمات الفلسطينية إلى لبنان بعد ” أيلول الأسود 1970 ” توافد المصريون ،
وشاركو الفدائيين الفلسطيين في معاركهم ضد الصهاينة ، سواء في داخل الأرض الفلسطينية المحتلة أو في المواقع لبنان من أرنون و”عش النسور ” حتى ” الدامور ” و ” خلدة ” ومعارك حصار بيروت ،
كان لدى الأجهزة الرسمية للدولة المصرية أمنية وسياسية خوف من هؤلاء ، بعد عودتهم من لبنان ، إن عادوا إلى مصر – ولم يستشهدوا – أن يشاركوا في أعمال مسلحة ضد النظام الحاكم ، وهو ما لم يحدث ‘ لأن قضية كانت فلسطين ، و هي قاعدة النضال التي حملتهم للمشاركة في الكفاح المسلح ، باعتبار أن ” الجهاد ” يكون ضد العدو# ، هؤلاء المقاتلون الذين خرجوا للتضحية بأرواحهم فداء لفلسطين والقضايا العربية ، لم ينتهجوا العمل المسلح ضد بلادهم بعدما عادوا ، وهم كثر (رأيت وتحدثت مع عدد كبير منهم # )
عكس العائدون من أفغانستان ، الذين حملوا السلاح ضد أنظمتهم وبلادهم وجيوشهم على قاعدة ” العدو القريب والعدو البعيد ” التي زرعتها فيهم المخابرات الأمريكية في أفغانستان ، وأن العدو القريب هم حكام المسلمين وجيوشهم ، والعدو البعيد هو أمريكا وإسرائيل ، ولهذا دأبوا على سب أمريكا وإسرائيل ليل نهار ، وقتل جنود “المسلمين ” وحكامهم ،
و الملاحظ أن كل هذه الجماعات الإسلامية أو ما يطلق عليها ” الجهادية “، تركت فلسطين و الفلسطينيين في حركة الكفاح المسلح ضد الكيان الإسرائيلي ، بدء من الأردن وحتي لبنان ، ولم نسمع أو نرى فصيلا جهاديا واحدا منذ 1948 أسس أو انضم إلى منظمة أو حركة فدائية فلسطينية مسلحة ، حتي الفلسطيني عبد الله عزام ، ترك بلاده و إخوانه الفلسطينيين في لبنان يقومون بعمليات فدائية ضد الصهاينة في الأرض المحتلة ويتصدون لهم في إجتياحيهما للبنان (عامي 78 و82 ) وذهب للجهاد في أفغانستان ضد الإحتلال السوفيتي !!!!
حتى عندما سقطت سوريا – مؤخرا – في أيديهم أغسطس 2024 لم يتوجهوا صوب إسرائيل !!! ولم تعرف حركة الكفاح الفلسطيني المسلح طوال وجودها في لبنان وجودهم ، بل قامت على أكتاف وبدماء اليسار والليبراليين والمواطنين العاديين المتدينيين تدين العامة ، بل وكان فيهم كثرة من المسيحيين، منهم البطل الأسطوري رؤؤف نظمي الذي عرف بأسم محجوب عمر ، وسمير غطاس (محمد حمزة ) وسليمان شفيق والفنان الراحل عدلي فخري و غيرهم كثير ، ومن المثقفين والصحفيين العشرات ،. منهم من حمل السلاح مع القلم ومنهم من حمل السلاح ، هؤلاء العظماء لم يكونوا سوى وطنيين عاديين ، البارون الإشتراكي فاروق القاضي والكاتب الكبير فهمي حسين ، والشاعر الكبير زين العابدين فؤاد والشاعر الكبير سمير عبد الباقي و الكاتب الصحفي إلهامي المليجي والدكتور إيمان يحيى ، وأ المناضل والسياسي العفيف حمد بهاء الدين شعبان و المرحوم الشاعر الكبير حلمي سالم ، وغيرهم ، واستشهد في لبنان من الشباب المصري المئات دفاعا عن القضية الفلسطينية وعن لبنان .. ومن قرية نبروه في الدقهلية وحدها أستشهد أكثر من26 شاب ….
من كتابي ” الهروب إلى المقاومة….مقاتلون مصريون في لبنان ” … الأحداث تتشابه و تتكرر