آراء حرة
الخميس 04/سبتمبر/2025 - 06:34 م
منذ أن تولى السيد الرئيس السيسي المسؤولية ووضعت القيادة على عاتقها حملًا ثقيلًا في القطاع الصحي، ألا وهو تطوير هذا القطاع من بنية تحتية وكوادر وقواعد بيانات، وأصبح لدينا هيئة الشراء الموحد وهيئة الرعاية الصحية والهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، وأصبح القطاع يشهد طفرة غير مسبوقة، كما أصبح لدينا رؤية وإستراتيجية وطنية تجاه السياحة العلاجية وتوطين صناعة الدواء، ولكن أكثر ما لفت انتباهي بخصوص هذا القطاع، ليس كل تلك الانجازات فحسب، بل إن القطاع الصحي في الجهات الحكومية والخاصة قام بتقديم خدمات طبية لكل الأشقاء العرب سواء المقيمين على أرض مصر أو حتى الأشقاء الذين تم تحويلهم من قطاع غزة.
فالضيوف الأشقاء المقيمون على أرض مصر تلقوا الخدمات الطبية في العيادات والمستشفيات في كافة المجالات وشهدوا بكفاءة الخدمة الطبية المقدمة، ومهارة الطبيب المصري، بل حرصوا على الانتهاء من كافة الفحوصات الطبية والعمليات الجراحية قبل عودتهم إلى بلادهم سواء من الأشقاء السودانيين والسوريين واليمنيين أو حتى الأشقاء من غزة لم يُقدم لهم العلاج الأساسي فحسب بل تلقوا رعاية طبية ثلاثية أو رعاية المستوى الثالث أو الرعاية التخصصية حيت قدمت الدولة المصرية خدمة تركيب الأطراف الصناعية لكل من فقد ساقًا أو ذراعًا وهو مستوى متقدم جدًا من الرعاية الصحية.
ومن ثمّ ألهمني ذلك المشهد عن قدرة مصر على أن تكون الغطاء الصحي العربي، فبدلًا من أن يسافر الطبيب المصري إلى دول الخليج للعمل، لماذا لا تكون مصر عاصمة الطب في العالم العربي؟ ولديها الآن ما يؤهلها لكي تكون مركزًا طبيًا يستقطب كل الأشقاء العرب الذين يذهبون إلى الخارج فضلًا عن مقترح طبي سيحقق الريادة الطبية والسيادة الطبية لمصر، كما سيجعلها مظلة طبية لكل الدول العربية، وهي أن نستغل كل تلك الداتا أو المعلومات الطبية التي تم تسجيلها من المرضى العرب الذين قُدم لهم خدمة طبية من وزارة الصحة المصرية وتجميعها من قبل الوزارة ورصد الأمراض الأكثر شيوعًا ودرجها في إحصاءات وأوراق علمية وتفعيل آلية أو تشكيل برتوكول تعاون بين وزارة الصحة المصرية ووزارات الصحة العربية الأخرى المماثلة للتواصل الطبي الدائم بينهم وربط قواعد البيانات؛ فعلى سبيل المثال لوحظ أن المياه الزرقاء أو ارتفاع ضغط العين من أكثر الأمراض شيوعًا في المرضى السودانيين، من هنا يمكن القيام بمبادرة طبية عابرة للحدود من مصر لمسح ذلك المرض والقضاء على واحد من أهم مسببات العمي وهكذا بالنسبة للأمراض في التخصصات الأخرى وربما رسم خريطة جينية عربية
فتلك المبادرات الصحية تضمن حياة جيدة لشعوبنا العربية وتعضد دور مصر في العمل التنموي في إفريقيا كما تضمن وجود قواعد بيانات طبية عن الشعوب العربية مؤمَنة وسرية كي لا يتم استغلالها من أي جهة غربية لأي هدف أخر وتمكننا في المستقبل من الدراسات الجينية والحوكمة الطبية في العالم العربي.