يمثل قرار الإقلاع عن تعاطي المخدرات أو الكحول نقطة تحول مهمة في حياة المدمنين السابقين، إلا أن الطريق إلى التعافي لا يخلو من العقبات، أبرزها مرحلة الانسحاب، ورغم أن هذه المرحلة مؤقتة، فإنها غالبًا ما تكون الأصعب نفسيًا وجسديًا.
ووفقا لـ verywellmind تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر، فالاستخدام قصير المدى أو الجرعات المنخفضة قد لا يؤدي إلى آثار انسحاب قوية، بينما يواجه من اعتادوا التعاطي المكثف أو لفترات طويلة تحديات أكبر، بخلاف الأعراض المألوفة مثل صداع ما بعد السكر، فإن الانسحاب عملية معقدة تتضمن تغييرات كيميائية في الدماغ، ومحاولة الجسم إعادة التوازن الداخلي.
أبرز أعراض الانسحاب:
1. الاكتئاب العابر:
قد يواجه الشخص شعورًا عميقًا باليأس وانخفاضًا في تقدير الذات، مع فقدان الدافع والشعور بأن الحياة فارغة بدون النشوة السابقة. ترافق ذلك اضطرابات في النوم أو الشهية، وبكاء متكرر، وصعوبة في التركيز. هذه الحالة طبيعية ومؤقتة، غالبًا لا تتجاوز بضعة أيام.
2. القلق الحاد:
يشعر البعض بقلق يفوق التوتر اليومي، خاصةً إذا كانوا يعتمدون على المواد كوسيلة للاسترخاء أو الهروب. قد تظهر أعراض جسدية مثل سرعة ضربات القلب، صعوبة التنفس، وأحاسيس تشبه نوبات القلب رغم أنها غير خطيرة.
3. تقلبات المزاج:
تتأرجح المشاعر بين اليأس والحماس المفاجئ أو الشعور بالخطر، ما يرهق الشخص ومن حوله.
4. الإرهاق الشديد:
يحاول الجسم خلال الانسحاب ترميم نفسه، ما يؤدي إلى شعور مستمر بالتعب نتيجة الأضرار السابقة وقلة النوم.
7 خطوات للتعامل مع الأعراض:
1. إعطاء مساحة للحزن:
الإدمان كان جزءًا من الحياة اليومية، وربما ارتبط بعلاقات أو عادات يصعب التخلي عنها. تقبل هذا الشعور خطوة نحو الشفاء.
2. التذكير بأن الأعراض مؤقتة:
كل ما تشعر به الآن ليس دائمًا؛ الانسحاب مرحلة انتقالية نحو حياة صحية.
3. الشعور بالأمان:
رغم حدة المشاعر، فإنها لا تشكل خطرًا حقيقيًا، بل هي علامة على أن جسدك يتعافى.
4. الراحة أولوية:
خصص وقتًا للنوم وتجنب الضغوط الاجتماعية أو المهنية مؤقتًا.
5. الاسترخاء والأنشطة البدنية:
ممارسة التأمل، التنفس العميق، أو النشاط البدني تساعد على تهدئة العقل والجسد.
6. طلب الدعم النفسي:
التحدث مع مختص أو الانضمام إلى مجموعة دعم يمنح شعورًا بالتفهم ويخفف العبء.
7. الاستعانة بالطبيب:
إذا زادت حدة الأعراض أو استمرت لفترة طويلة، فقد يتطلب الأمر تدخلًا طبيًا لعلاج اضطرابات كامنة.
علامات تستدعي التدخل الطبي العاجل:
في حال ظهور أعراض خطيرة مثل آلام الصدر أو نوبات هلع حادة، يجب التواصل مع الطبيب فورًا.
مدة الأعراض:
غالبًا ما تبدأ الأعراض بالظهور خلال الأيام الأولى من التوقف، وقد تختفي خلال أسبوعين، لكن بعض الحالات –خصوصًا مع الكحول– قد تعاني آثارًا لفترات أطول.
متى يجب طلب المساعدة؟
• إذا استمرت الأعراض أكثر من أسبوعين.
• عند ظهور متلازمة الانسحاب الممتدة.
• إذا راودت الشخص أفكار لإيذاء نفسه.
الخلاصة:
رغم صعوبة الانسحاب، فإنه خطوة أساسية نحو التعافي واستعادة الصحة النفسية والجسدية. الدعم الطبي والاجتماعي متاح، ولا أحد مضطر لخوض هذه المرحلة بمفرده.