جدد حزب الله اللبناني رفضه القاطع لأي نقاش حول تسليم السلاح، ملوّحًا بأنه لن يتراجع عن ترسانته مهما بلغت الضغوط، حسبما نقل موقع عربي بوست عن مصادر قال إنها مقربة من الحزب.
وفي تصريحات سابقة للأمين العام للحزب نعيم قاسم، حمّل الحكومة المسؤولية المباشرة عن أي تصعيد داخلي ناتج عن هذا المسار الذي يستهدف تسليم سلاح الحزب إيذانًا بانسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية.
وحسب مجلة الأسبوع الأمريكية فإن إيران التي أصبح لها دور محوري في تحديد مسار الدولة اللبنانية ومستقبلها عبر ذراعها السياسي والعسكري في المنطقة حزب الله، هي من تقف وراء إصرار الحزب على معاندة الدولة في تسليم سلاحه.
وأشارت المجلة في تقرير نشرته قبل يومين، إلى أن لبنان مثّل ساحة مركزية للتأثير الإيراني لمدة عقود، لكن التطورات الأخيرة جعلت هذا التأثير أكثر وضوحًا وإثارة للجدل.
ونوهت بأنه على الصعيد العسكري يُنظر إلى أسلحة حزب الله كوسيلة ردع ضد إسرائيل، لكنها أصبحت أيضًا ركيزة استراتيجية لإيران وهي ركيزة ترفض التفريط فيها.
لكن على الصعيد السياسي تتعارض مواقف طهران مع التوجه الرسمي اللبناني الذي يسعى إلى حصر السلاح بيد الدولة واستعادة قرار السيادة، مما يكشف تناقضًا مباشرًا بين منطق الدولة ومنطق الجماعة.
وحسب المجلة الأمريكية فإن المجتمع اللبناني لا يزال منقسمًا بشدة، فالبعض يرى في حزب الله ضمان قوة وحماية، بينما يعتقد آخرون أن التحالف مع محور إيران الإقليمي أدخل لبنان في حروب وأزمات اقتصادية وعزلة دولية.
واختتمت المجلة بالقول إن التدخل الإيراني في لبنان يحمل ثلاثة أبعاد مترابطة عسكرية وسياسية واجتماعية مما يُقصِر لبنان بين مشروع وطني يسعى إلى السيادة والاستقرار، وآخر إقليمي يضعه في قلب صراعات لا تنتهي.