أخبار عاجلة
ترتيب مجموعة مصر الآن في تصفيات كأس العالم 2026 -

نحو رؤية إنسانية للتكنولوجيا.. قادة دينيون وأكاديميون: الاستخدامات السيئة للذكاء الاصطناعي يهدد العدالة الاجتماعية ويعمّق الفجوة البيئية

نحو رؤية إنسانية للتكنولوجيا.. قادة دينيون وأكاديميون: الاستخدامات السيئة للذكاء الاصطناعي يهدد العدالة الاجتماعية ويعمّق الفجوة البيئية
نحو رؤية إنسانية للتكنولوجيا.. قادة دينيون وأكاديميون: الاستخدامات السيئة للذكاء الاصطناعي يهدد العدالة الاجتماعية ويعمّق الفجوة البيئية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهدت العاصمة الكورية الجنوبية سيول، انعقاد مشاورة عالمية رفيعة المستوى جمعت قادة دينيين ولاهوتيين وأكاديميين من مختلف أنحاء العالم، لبحث التداعيات المتسارعة للتقنيات الحديثة، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، على الاقتصاد العالمي والعدالة الاجتماعية والبيئة.

البنية المالية 

الاجتماع، الذي استضافه Kwanglim Seminar House، جاء في إطار مبادرة البنية المالية والاقتصادية الدولية الجديدة (NIFEA)، ونظمه اتحاد الكنائس المصلحة العالمي بالتعاون مع مجلس الكنائس العالمي والاتحاد اللوثري العالمي والمجلس المنهجي العالمي ومجلس الإرسالية العالمي ومنظمة United Society Partners in the Gospel.

تحديات الثورة الصناعية الرابعة 

انعقدت المشاورات تحت عنوان: «الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي: التأثيرات على عدم المساواة العالمية والاستجابات المستندة إلى الإيمان». وخلال ثلاثة أيام من الحوارات المكثفة، ناقش المشاركون كيف تعيد التقنيات الناشئة ـ من الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العصبية إلى العملات الرقمية والاقتصادات المبنية على البيانات ـ تشكيل البنى الاقتصادية والاجتماعية، وما تحمله من تهديدات مباشرة لحقوق الإنسان والاستدامة البيئية.

وأشار الخبراء إلى أن الثورة الصناعية الرابعة، التي تقوم على الأتمتة والرقمنة الواسعة، وإن كانت امتدادًا لمراحل سابقة من التطور التكنولوجي، إلا أنها تحمل طابعًا مختلفًا من حيث عمق تأثيرها وسرعة اختراقها لكل القطاعات، وأجمعوا على أن هذه الموجة الجديدة، إذا ما وُضعت داخل إطار المنظومة الرأسمالية السائدة، قد تتحول إلى أداة تعزز اللامساواة وتكرّس الاستغلال البيئي بدلاً من أن تشكّل فرصة للعدالة والتنمية.

تحذيرات من مستقبل غير منظم

في هذا السياق، قال القس مينوو أوه، منسق برامج العدالة بين الجنسين في اتحاد الكنائس المصلحة: «لقد كانت هذه المشاورة بمثابة صدمة عميقة، إذ بات واضحًا أن العالم يتغير بوتيرة قد تجعله في المستقبل القريب خاضعًا لهيمنة الذكاء الاصطناعي. وإذا لم تُفرض ضوابط وتشريعات تحكم استخدام هذه التقنية، فإنها قد تؤدي إلى مستويات جديدة من عدم المساواة، بل وربما إلى نهاية العالم كما نعرفه اليوم».

الأبعاد البيئية: كلفة باهظة للابتكار

كما تصدر الجانب البيئي أجندة النقاش، حيث شدد الدكتور وون جو لين، أستاذ بجامعة تايوان الوطنية العادية وعضو الكنيسة المشيخية في تايوان، على أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد برمجيات، بل هو جزء من صناعة تعتمد على استنزاف موارد الأرض على نطاق واسع. وقال: «الحديث عن الذكاء الاصطناعي كأداة لحماية الطبيعة أمر مضلل، فالأضرار البيئية الناتجة عن التعدين واستهلاك الطاقة اللازمة لتشغيله تفوق بكثير أي فوائد بيئية محتملة».

هذا التحليل دفع المشاركين إلى التحذير من أن الذكاء الاصطناعي قد يتحول إلى محرّك رئيسي لفجوة رقمية جديدة، أو حتى «إمبراطورية رقمية»، تحتكر الدول الغنية والشركات العملاقة عوائدها، بينما تدفع الدول الفقيرة ثمن البطالة والتلوث والمراقبة الممنهجة.

مناقشات معمقة واستجابات إيمانية

لم تقتصر المشاورة على الجلسات النظرية، بل تضمنت أيضًا أنشطة روحية وحوارات مفتوحة وتجارب ميدانية ربطت النقاشات بالواقع المعاش. ففي اليوم الأول، ركزت الجلسات على انعكاسات الثورة الصناعية الرابعة على قضايا المساواة الاقتصادية والعدالة بين الجنسين والعدالة العرقية وحماية البيئة. وفي اليوم الثاني، جرى تبادل خبرات حول كيفية تعامل الكنائس محليًا مع التكنولوجيا والديمقراطية. أما اليوم الثالث، فقد خُصص لوضع خطط عملية لإستراتيجيات مناصرة تستند إلى القيم الدينية، وتدعو إلى بناء «اقتصاد من أجل الحياة» يضع العدالة والكرامة الإنسانية في صميم الابتكار التكنولوجي.

 رؤية إنسانية

وقد شارك في اللقاء ممثلون من آسيا وإفريقيا والأمريكتين، سواء بالحضور المباشر أو عبر الإنترنت، واتفقوا على صياغة بيان لاهوتي وخطة مناصرة دينية شاملة تتناول الأبعاد الأخلاقية والاجتماعية والبيئية للثورة الصناعية الرابعة.

واختتم المنظمون المشاورة بالتأكيد على أن المجتمعات الدينية مطالبة اليوم بدور محوري في توجيه مسار التطور التكنولوجي. وقالوا في بيانهم الختامي: «إن هذه المشاورة تمثل دعوة صريحة للعمل الجماعي، من أجل ضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي وسائر الابتكارات في خدمة الخير العام، بدلاً من أن تصبح أدوات لتعميق أنظمة القوة والظلم والاستغلال البيئي».

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تدين قصف قطر وتدعو المجتمع الدولي للتحرك العاجل
التالى "إي تاكس" تحتفي بنجاح وزارة المالية في "التسهيلات الضريبية"