مع اقتراب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، تدخل بريطانيا مرحلة حساسة في ملف الاعتراف بدولة فلسطين، في خطوة قد تغير من مسار السياسة الأوروبية تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. يأتي ذلك في ظل فشل إسرائيل في الاستجابة لمطالب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، التي تتمثل في وقف الحرب على غزة ووقف أي محاولات للضم في الضفة الغربية.
أكد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، أن الحكومة ماضية في الترتيبات اللازمة للخطوة التاريخية، موضحًا أن فشل إسرائيل في تلبية هذه الشروط يترك لندن أمام خيار دعم الاعتراف بفلسطين رسميًا. وقال لامي إن هذا القرار يعكس التزام بريطانيا بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وحقهم في دولة مستقلة، ويأتي كإشارة واضحة على موقف المملكة المتحدة من انتهاكات القانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتأتي خطوة بريطانيا بالتوازي مع خطوات مماثلة تتخذها فرنسا، التي أبدت مؤخرًا استعدادها لدعم مسار الاعتراف بدولة فلسطين إذا لم تتوقف الإجراءات الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة والضفة. وتشير التقارير إلى تنسيق دبلوماسي بين لندن وباريس قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف ضمان تحرك أوروبي موحد في الملف الفلسطيني.
من جهة أخرى، يزداد الوضع الإنساني في قطاع غزة سوءًا، مع تحذيرات دولية من تفاقم المجاعة وارتفاع أعداد السكان الذين يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والخدمات الأساسية. وأكدت منظمات الإغاثة أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية يهدد حياة آلاف المدنيين، خصوصًا الأطفال وكبار السن، الذين أصبحوا الأكثر ضعفًا في مواجهة الأزمة.
ويقول خبراء إن الاعتراف البريطاني بفلسطين قد يشكل نقطة تحول في السياسة الدولية تجاه الصراع، إذ يضغط على إسرائيل لوقف الانتهاكات ويمنح الفلسطينيين زخماً دبلوماسياً أكبر في المحافل الدولية. كما قد يؤدي إلى تحركات مماثلة من دول أخرى في أوروبا، ما يزيد من قوة الدعم الدولي للفلسطينيين ويعيد ترتيب الأولويات السياسية في الشرق الأوسط.
في السياق نفسه، حذر كير ستارمر من أن عدم التزام إسرائيل بالمعايير الدولية يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية للتدخل، مؤكدًا أن بريطانيا ستواصل دورها في دعم الحلول السلمية والعادلة للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. ويشير المراقبون إلى أن الموقف البريطاني الجديد يبرز أهمية السياسة الأوروبية في التوازن بين الضغط على إسرائيل وحماية المدنيين الفلسطينيين، مع الحفاظ على دور بريطانيا كوسيط دولي فاعل.
في النهاية، يبقى ملف الاعتراف بدولة فلسطين على رأس أجندة الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع توقع أن تشهد الأسابيع المقبلة تحركات دبلوماسية حاسمة من قبل بريطانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى، في محاولة للتخفيف من الأزمة الإنسانية وتحقيق تقدم ملموس نحو حل سياسي شامل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.