عبّر الأب طوني بطرس، كاهن كنيسة شهبا في محافظة السويداء جنوب سوريا، عن استنكاره لصمت الدول الغربية تجاه الجرائم المرتكبة بحق المسيحيين، والتي تتضمن حرق الكنائس و تهجير الأهالي على أيدي المسلحين الجهاديين التابعين للجولاني. وأوضح خلال مقطع فيديو أنه يسجل هذا الحديث بعد مرور خمسين يوماً من الاعتداء على محافظة السويداء، مؤكداً أن هذه الاعتداءات طالت كل من الموحدين الدروز والمسيحيين في المنطقة.
الأب طوني بطرس حرق ست كنائس وتهجير عدد كبير من المسيحيين
وأشار الأب طوني بطرس إلى حرق ست كنائس وتهجير عدد كبير من المسيحيين من قراهم في غرب السويداء، حيث تعرضت الأسر لهجمات عنيفة، شملت ترهيب الأطفال والنساء، سرقة الممتلكات، والإساءة لكرامة الناس في بيوتهم. وأكد أنه تحدث عن هذه الانتهاكات مراراً في مقاطع فيديو سابقة.
و أضاف الأب طوني بطرس بنبرة يملؤها الأسى أنه، رغم مرور أكثر من شهر ونصف على هذه المآسي، لم تشهد القضية اهتماماً أو احتجاجاً حتى من مسيحيي العالم، متسائلاً عن سبب الصمت تجاه معاناة أبناء محافظته، الذين يبلغ عددهم نحو ثلاثين ألف مسيحي. وتمنى أن يكون هناك استنكار دولي، ولو بوقفة احتجاجية صغيرة في أي دولة غربية.
رسالة وجهها الأب طوني بطرس
وفي رسالة وجهها الأب طوني بطرس إلى الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للموحدين الدروز في إسرائيل، شكره الأب بطرس على اهتمامه بمحافظة السويداء وسعيه لإيصال صوت الدروز إلى المحافل الدولية. كما طلب منه أن يساعد في إيصال صوت المسيحيين في السويداء إلى العالم، شأنه شأن ما قام به تجاه الموحدين الدروز.
عبّر الأب بطرس أيضاً عن تقديره لجميع من دعموا المحافظة في هذه الظروف الصعبة، سواء كانوا من الموحدين الدروز في لبنان، فلسطين، الأردن، أو أي مكان آخر. ولكنه أبدى خيبة أمله لعدم رؤية أي تضامن واضح من مسيحيي الغرب مع المسيحيين في السويداء. وأكد أن الرسالة التي يوجهها اليوم تهدف إلى تسليط الضوء على الواقع الذي يعيشه المسيحيون هناك، مشيراً إلى أن العالم ربما لم يعلم بما حدث، أو يعتقد أن السويداء تضم الموحدين فقط، بينما تعيش فيها أيضاً آلاف العائلات المسيحية.
وختم حديثه بدعوة المسيحيين حول العالم إلى الوقوف بجانب أبناء السويداء الذين يُعانون بشدة. أوضح أن طلبهم ليس مادياً، بل يتجلى في موقف من الشرف والكرامة. وشكر كل من دعمهم ووقف معهم خلال هذه المحنة الأليمة.
