أخبار عاجلة

الغاز الصخري في الجزائر.. خبير يكشف عن أبرز الأرقام والإمكانات

الغاز الصخري في الجزائر.. خبير يكشف عن أبرز الأرقام والإمكانات
الغاز الصخري في الجزائر.. خبير يكشف عن أبرز الأرقام والإمكانات

يُعَد الغاز الصخري في الجزائر واحدًا من أبرز الملفات الإستراتيجية في قطاع الطاقة، وسط تقديرات ضخمة لإمكانات البلاد من هذا المورد غير التقليدي.

وبحسب تصريحات الباحث في وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) الدكتور رجب عز الدين؛ فإن أهمية الملف تتصاعد مع التحولات العالمية في أمن الطاقة، وتوجّه أوروبا لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي، ما يفتح الباب أمام الدولة الأفريقية.

وقال عز الدين إن احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر تثير اهتمامًا واسعًا لدى شركات الطاقة العالمية، في ظل الأرقام الكبيرة التي تضعها ضمن أكبر 3 دول حول العالم من حيث الإمكانات المؤكدة والقابلة للاستخراج.

أوضح أن الحديث عن الغاز الصخري في الجزائر ليس جديدًا، بل يمتد إلى نحو عقد من الزمن، مع محاولات بدأت عام 2015، إلا أن الظروف التقنية والاجتماعية حالت دون المضي قدمًا حينها.

واليوم، وفق عز الدين، يعود الملف إلى الواجهة مع تزايد المفاوضات بين الجزائر وشركات كبرى، على رأسها شيفرون وإكسون موبيل، بجانب تساؤلات عن حجم الإمكانات، والتحديات المرتبطة بتقنيات الاستخراج.

جاء ذلك خلال مشاركة "عز الدين" في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، عبر مساحات منصة "إكس"، بعنوان: "مستجدات أسواق النفط والغاز: ترمب والهند، ولبنان، والغاز الصخري في الجزائر".

ما هو الغاز الصخري؟ ولماذا يوصف بـ"المحبوس"؟

يوضح الدكتور رجب عز الدين أن الغاز الصخري يُعرف أيضًا باسم الغاز غير التقليدي أو الغاز السجيل، ويُطلق عليه مجازًا "الغاز المحبوس"؛ نظرًا إلى وجوده داخل مسام ضيقة في الصخور الرسوبية ذات النفاذية الضعيفة.

وبعكس الغاز التقليدي الذي يتدفق طبيعيًا عند الحفر الرأسي، يتطلّب الغاز الصخري تقنيات معقدة لإطلاقه من مكامنه، وهنا يبرز الدور المحوري لوسائل الاستخراج الحديثة التي تعتمد على الحفر الأفقي والتكسير المائي.

والتكسير المائي الهيدروليكي يقوم على ضخ مزيج من المياه والرمال والمواد الكيميائية داخل الطبقات الصخرية؛ بما يتيح تحرير الغاز المحبوس وفتح مسارات خروجه، وهي الطريقة الأكثر كفاءة حتى الآن مقارنة بوسائل بديلة محدودة.

احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر

ولفت رجب عز الدين إلى أن هناك بدائل للتكسير المائي الهيدروليكي لا تعتمد على المياه، لكنها حتى اللحظة تواجه تحديات تتعلق بالكفاءة العالية والتكلفة المرتفعة؛ ما يجعلها غير عملية على نطاق تجاري واسع.

وأضاف أن الاختلاف الجوهري بين الغاز التقليدي والصخري لا يقتصر على الطبيعة الجيولوجية، بل يمتد ليشمل تقنيات الاستخراج وحجم الموارد المتاحة لكل نوع، وهو ما يمنح الجزائر فرصة استثنائية في سوق الطاقة العالمية.

ويرى أن توصيف الغاز الصخري بالمحبوس يسهّل إدراك طبيعته؛ فهو يحتاج إلى تحريره من "سجنه الجيولوجي"، بخلاف الغاز التقليدي الذي يندفع فور حفر البئر؛ ما يوضح سبب التكلفة المرتفعة نسبيًا لإنتاجه.

وأشار الباحث إلى أن النقاش حول جدوى هذه التقنية لاستخراج الغاز الصخري في الجزائر مستمر، خصوصًا مع الجدل البيئي حول استهلاك المياه في عمليات التكسير المائي، إلا أن الإمكانات الضخمة للبلاد تجعل الملف حاضرًا بقوة في أجندة الحكومة.

احتياطيات ضخمة وترتيب عالمي متقدم

تطرّق رجب عز الدين إلى تقارير إدارة معلومات الطاقة الأميركية، التي قالت إن موارد الغاز الصخري في الجزائر القابلة للاستخراج هائلة، إذ تقدر بنحو 707 تريليونات قدم مكعبة، أي ما يعادل 20 تريليون متر مكعب.

وأضاف: "هذا الرقم الضخم يفوق بكثير الاحتياطيات التقليدية للجزائر المقدرة عند 4.5 تريليون متر مكعب فقط، ما يعكس الفجوة الكبيرة بين الموارد التقليدية والصخرية، ويبرز الإمكانات المستقبلية لهذا القطاع".

ويضع هذا الحجم الجزائر في المركز الثالث عالميًا من حيث احتياطيات الغاز الصخري القابلة للاستخراج، بعد الصين والأرجنتين مباشرة، متقدمة على الولايات المتحدة التي تأتي في المرتبة الرابعة عالميًا.

والفرق بين الجزائر والأرجنتين محدود للغاية، وفق عز الدين؛ إذ تبلغ احتياطيات الأخيرة نحو 802 تريليون قدم مكعبة؛ ما يجعل الجزائر منافسًا مباشرًا على المركز الثاني عالميًا، بما يعكس ثقلها الكبير في هذا القطاع.

ويوضح الرسم البياني التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، أكبر الدول من حيث احتياطيات الغاز الصخري في العالم:

أكبر الدول من حيث احتياطيات الغاز الصخري في العالم

وأضاف رجب عز الدين أن الجزائر تمتلك أيضًا موارد مقدّرة من النفط الصخري بنحو 5.7 مليار برميل، إلا أن الرقم يظل متواضعًا إذا ما قورن بجارتها ليبيا التي تصل احتياطياتها إلى 26 مليار برميل.

وهذه المفارقة الجيولوجية، بحسب عز الدين، توضّح أن تجاور الدول لا يعني بالضرورة تشابه الموارد، إذ تحدد العوامل الجيولوجية العميقة حجم الثروات القابلة للاستخراج في كل منطقة.

وشدد الباحث على أن كل هذه الأرقام لا تزال تقديرات أولية قابلة للتحديث مع تراكم أعمال الاستكشاف والتقنيات الجديدة؛ ما قد يفتح الباب أمام زيادات أكبر في موارد الغاز الصخري في الجزائر خلال السنوات المقبلة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أول 48 ساعة علاج مجاني وزير الصحة يكشف عن الحالات الطارئة المعفية في المستشفيات الحكومية والخاصة
التالى "إي تاكس" تحتفي بنجاح وزارة المالية في "التسهيلات الضريبية"