لقرون طويلة، كانت ظاهرة خسوف القمر محاطة بالعديد من الأساطير والخرافات في مختلف الثقافات. فبينما اعتقد البعض أنها معركة بين الآلهة أو رموز مقدسة، رأى آخرون أنها تمثل أحداثًا مهمة مثل موت عظيم.
أما في الإسلام، فقد تناول القرآن الكريم والسنة النبوية هذه الظاهرة بنظرة مختلفة، حيث تم نزع الغموض والأساطير عنها، وتفسيرها كظاهرة طبيعية تخضع لقوانين كونية دقيقة.
كيف يحدث خسوف القمر.. وما أسبابه؟
تتضمن هذه الظاهرة ثلاثة أجرام سماوية: الشمس، والقمر، والأرض. يدور القمر حول الأرض في مدار محدد، وتدور الأرض مع قمرها في مدار حول الشمس. عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر، فإنها تحجب أشعة الشمس عن القمر، مما يجعله يبدو مختفيًا أو مظلمًا.
تُظهر الأبحاث العلمية الحديثة أن خسوف القمر يحدث دائمًا عندما يكون القمر في مرحلة البدر، وقد يحدث ذلك مرة واحدة على الأقل في السنة.
حقائق وأرقام حول ظاهرة الخسوف
مدة الخسوف: أطول خسوف كلي للقمر يمكن أن يستمر حتى ساعة و40 دقيقة.
تغيرات درجات الحرارة: عند حدوث الخسوف، تنخفض درجة الحرارة على سطح القمر من أكثر من 130 درجة مئوية إلى ما دون -99 درجة تحت الصفر في غضون ساعة ونصف فقط.
الفرق بين الكسوف والخسوف: يمكن أن يحدث كسوف الشمس 5 مرات في السنة، بينما يمكن أن يحدث خسوف القمر 3 مرات فقط.
رؤية آمنة: على عكس كسوف الشمس، يمكن النظر إلى خسوف القمر مباشرةً دون أي مخاطر.
فوائد خسوف القمر
ليست ظاهرة الخسوف مجرد مشهد فلكي جميل، بل لها فوائد علمية مهمة، منها:
ضبط التقويم: تساعد في تحديد أوقات الشهور الهجرية.
دراسة الأجرام السماوية: غياب ضوء القمر يتيح الفرصة للعلماء لدراسة وتصوير الأجرام السماوية الأخرى بشكل أوضح.
مراقبة التغيرات المناخية: يمكن استخدام الظاهرة في متابعة التغيرات المناخية التي تحدث على سطح الأرض.
دراسة الأحداث التاريخية: في بعض الحالات، يُستعان ببيانات الخسوف لمطابقة وتأكيد تواريخ أحداث تاريخية قديمة.
نظرة النبي صلى الله عليه وسلم لظاهرة الخسوف
في وقت كانت الأساطير هي السائدة، قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته".
يُعد هذا الحديث نبراسًا في علم الفلك، حيث أوضح النبي أن هذه الظاهرة هي دليل على عظمة الخالق وإبداعه، وليست مرتبطة بأي أحداث أرضية. وقد وضع هذا الحديث أساسًا علميًا صحيحًا يتوافق مع ما اكتشفه العلم الحديث بعد قرون.
