
في ظل التنافس العالمي على جذب السائحين، أصدرت مجلة “CEOWORLD” الأمريكية تصنيفها السنوي لأفضل الدول التي يمكن زيارتها في عام 2025، والذي يعد من أبرز المؤشرات التي تعكس توجهات السياحة الدولية وتفضيلات المسافرين وجاء هذا التصنيف استنادًا إلى آراء أكثر من 295 ألف مشارك، ليشمل 67 دولة من مختلف القارات، في قائمة متوازنة تجمع بين الوجهات التاريخية والثقافية والطبيعية.
وجاءت مصر في المرتبة 24 عالميًا بعد حصولها على 54.63 نقطة، كما احتلت المركز الثاني عربيًا بعد الإمارات، والمركز الثاني إفريقيًا بعد جنوب إفريقيا، وهو ما يبرز المكانة المتقدمة التي باتت تحظى بها كوجهة سياحية مميزة على المستويين الإقليمي والعالمي.
أما المركز الأول عالميًا، فقد كان من نصيب تايلاند برصيد 72.15 نقطة، حيث أوضحت المجلة أنها توفر للسائحين مزيجًا غنيًا من التجارب، بدءًا من المأكولات المحلية الشهية والفنون النابضة بالحياة، وصولًا إلى الأسواق الليلية والأنهار والقنوات المتعرجة.
واحتلت اليونان المركز الثاني بـ 67.22 نقطة، نظرًا لما تتميز به من تنوع معماري وجزر متنوعة تناسب مختلف الفئات، منها "سكياثوس" المناسبة للعائلات، و"ليفكادا" لعشاق الرياضات البحرية، و"باكسوس" لمحبي الفخامة والرفاهية.
وجاءت إندونيسيا في المركز الثالث بـ 65.15 نقطة، حيث تقدم وجهات فريدة لعشاق الشواطئ والمغامرة، بدءًا من الجزر والشلالات وحتى البراكين النشطة والحدائق الوطنية بينما حلت البرتغال رابعة برصيد 64.32 نقطة، تلتها سريلانكا خامسة بـ 60.53 نقطة.
واستمرت القائمة بوجود جنوب إفريقيا في المركز السادس برصيد 59.76 نقطة، فيما جاءت بيرو في المركز السابع بنفس الرصيد، لتؤكد القائمة تنوع الوجهات السياحية عالميًا بين الطبيعة الساحرة، الثقافة المتنوعة، والتجارب الفريدة التي تلبي مختلف أذواق المسافرين.
تتويج للجهود المبذولة
من جانبه، قال الدكتور عادل عامر الخبير السياحي والأثري، إن دخول مصر ضمن قائمة أفضل 25 وجهة سياحية على مستوى العالم يمثل تتويجًا للجهود المبذولة في السنوات الأخيرة لتطوير القطاع السياحي. وأوضح أن الدولة عملت على تنويع المنتج السياحي، سواء من خلال السياحة الثقافية المرتبطة بالآثار الفرعونية والإسلامية والقبطية، أو من خلال السياحة الشاطئية والعلاجية والبيئية وأضاف هذا التصنيف يعكس إدراك السائح العالمي لتنوع التجربة السياحية في مصر، وهو ما يجب البناء عليه بزيادة الترويج الخارجي وتحسين الخدمات.
وأشار عامر، إلى أن المنافسة بين الدول باتت شرسة في سوق السياحة العالمية، وأن دخول مصر ضمن المراتب المتقدمة يفرض مسؤولية على القطاع الخاص والحكومة لمضاعفة الجهود موضحًا أن المطلوب الآن هو رفع جودة الخدمات الفندقية، وتسهيل إجراءات التأشيرات، وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا في تسويق المقاصد السياحية.
انعكاسات مباشرة على الاقتصاد
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، أن تصنيف مصر ضمن قائمة أفضل الوجهات السياحية لا يقتصر على كونه إنجازًا سياحيًا فقط، بل له انعكاسات مباشرة على الاقتصاد موضحًا أن السياحة أحد أهم مصادر النقد الأجنبي، وتقدم مصر في مثل هذه المؤشرات يعطي انطباعًا إيجابيًا للمستثمرين الأجانب ويعزز الثقة في الاقتصاد المصري.
وأضاف عبده، أن هذا التقدم يفتح الباب أمام زيادة الاستثمارات في قطاعات مكملة مثل النقل، الضيافة، والخدمات الترفيهية، مؤكدًا أن السياحة صناعة متكاملة تؤثر بشكل مباشر على النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل مؤكدًا إذا استثمرنا هذا النجاح بالشكل الأمثل، يمكن أن تتحول مصر إلى وجهة تنافس بقوة الوجهات العالمية الكبرى مثل تركيا واليونان.