تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر والعالم للاحتفال بـ عيد النيروز، رأس السنة القبطية الجديدة، والذي يحل يوم 11 سبتمبر من كل عام، ويعرف العيد أيضًا باسم عيد الشهداء، حيث يخلّد ذكرى الذين قدّموا حياتهم في سبيل الإيمان خلال عصور الاضطهاد، فصار دمهم بذارًا حيًا لنمو الكنيسة.
احتفالات روحية في الكنائس
في هذا اليوم تقيم الكنائس قداسات وصلوات خاصة، تتخللها ألحان النيروز المميزة التي تعبّر عن الفرح الروحي ببداية عام جديد، كما تُرفع التماجيد الخاصة بالشهداء، ليبقى العيد مرتبطًا بالثبات على الإيمان وبطولات الذين قدّموا حياتهم فداءً للمسيح وفقاً للعقيدة المسيحية.
دلالات تاريخية وزراعية
يرتبط عيد النيروز بالتقويم القبطي المستمد من التقويم المصري القديم، إذ يواكب بداية فيضان النيل، الذي كان يمثل مصدر الحياة والخصوبة في مصر القديمة، ولذلك ارتبط العيد منذ القدم بمعنى التجدد والبركة، جامعًا بين الرمزية الروحية والبعد التاريخي.
عادات الأقباط في عيد النيروز
يحتفظ الأقباط بعدد من العادات الشعبية في عيد النيروز، أبرزها تناول البلح الأحمر الذي يرمز إلى دماء الشهداء التي تخفي بداخلها قلبًا أبيض نقيًا، وكذلك الجوافة التي ترمز إلى النقاء وامتلاء الكنيسة بالمؤمنين رغم صعوبة الظروف، إذ تحتوي ثمرتها على بذور كثيرة داخل قشرتها البيضاء.
عيد يحمل رسالة أمل وصمود
يُعتبر عيد النيروز مناسبة روحية للتأمل في تضحيات الشهداء الذين فتحوا الطريق للأجيال التالية، ورسالة للتجدد والثبات أمام التحديات، ومع حلول العام القبطي الجديد، يرفع الأقباط صلواتهم كي يكون عامًا يحمل الخير والسلام لمصر وللعالم أجمع.