مي عز الدين , في لقاء تلفزيوني جمع الفنانة مع الإعلامي معتز الدمرداش، تحدثت النجمة عن مشوارها الفني وآرائها الشخصية بطريقة أثارت إعجاب الكثيرين، حيث بدت صادقة وعفوية، وتناولت الحديث عن نشأتها، وعلاقتها بالفن، واختياراتها للأدوار، مما منح الجمهور نظرة أعمق إلى شخصيتها.
غير أن المقابلة، التي سارت في اتجاه إيجابي، انقلبت إلى محور جدل كبير بعد حديثها عن تجربتها في مسلسل “جزيرة غمام”. حين وصفت العمل قائلة: “الدور كان حلو عشان الورق كان حلو”. هذه العبارة التي قد تمر مرور الكرام على البعض، أثارت ردود فعل ناقدة لدى البعض، وأولهم الناقدة الفنية ماجدة خيرالله.
ماجدة خيرالله لـ مي عز الدين: “الورق؟! السيناريو مش كراسة ملاحظات!”
الناقدة ماجدة خيرالله لم تتجاهل هذا التصريح، بل وجّهت انتقادًا واضحًا عبر منشور على حسابها الشخصي على “فيسبوك”، عبّرت فيه عن استيائها من التبسيط الشديد الذي تضمنه وصف مي عز الدين للسيناريو بكلمة “الورق”.
وكتبت خيرالله:
“حديث الفنانة مع معتز الدمرداش كان ماشي كويس ومليان تفاصيل جميلة بتلقي الضوء على شخصيتها ومنطقها في الحياة، لكن لما وصلت تتكلم عن حلاوة دورها في (جزيرة غمام)، وقالت: عشان الورق كان حلو؟!”
وتابعت:
“الورق؟! يعني كل مجهود وفن وحِرفة ووجهة نظر كاتب متميز زي عبد الرحيم كمال، يتقال عليه (ورق)؟ دي بداية انهيار الفن، لما الناس بدأت تستبدل كلمة (النص) أو (السيناريو) بكلمة (الورق)، اللي بقت دارجة وبتدل على الاستهانة بأهم عنصر في أي عمل فني وهو السيناريو”.
هل أصبحت المصطلحات الفنية بلا قيمة؟
طرح هذا الجدل تساؤلًا مهمًا في الأوساط الفنية والثقافية: هل أصبح الحديث عن الأعمال الفنية يُختزل في كلمات دارجة تفتقر إلى التقدير الفني الحقيقي؟
ماجدة خيرالله لا ترى في استخدام “الورق” مجرد تعبير عابر، بل تعتبره مؤشرًا على تراجع اللغة الفنية بين الفنانين أنفسهم، وهي لغة كانت في السابق أكثر احترامًا لمكونات العمل الإبداعي. وتعتقد أن وصف السيناريو بـ”الورق” يقلل من قيمة الكتابة الدرامية، التي تعتبر العمود الفقري لأي عمل ناجح.
من ناحية أخرى، يرى البعض أن هذا الهجوم قد يكون مبالغًا فيه، باعتبار أن استخدام كلمة “الورق” أصبح شائعًا في الوسط الفني المصري، ويُقصد به “النص” دون نية التقليل من قيمته. لكن النقد الذي قدمته ماجدة خيرالله فتح بابًا للنقاش حول أهمية احترام المصطلحات الفنية وضرورة المحافظة على دقة التعبير.
