يشهد العالم العربي قريبًا حدثًا سماويًا مميزًا يجذب هواة الفلك وعامة الناس على حد سواء، حيث يظهر القمر البدر شامخًا في السماء، ثم يبدأ قرصه بالتلاشي تدريجيًا وكأنه يتآكل شيئًا فشيئًا في مشهد بصري يخطف الأنفاس.
يظهر بعد ذلك القمر مكسوًا بلون أحمر غامق، فيما يعرف بـ"القمر الدموي"، بعد أن يغطي ظل الأرض كامل قرصه، ويتوقع أن يستغرق هذا الخسوف الكلي نحو 82 دقيقة من الوقت ذروة في التغطية الظلية، موزّعًا بين مراحل الشبه ظل والظل الجزئي والكلية، وسيمر فوق سماء معظم الدول العربية بأوقات ملائمة للرصد الليلي، ويقرّ جهاز الأرصاد الفلكية الدولي بأنها ظاهرة طبيعية نادرة تثير فضول الملايين
تفاصيل خسوف القمر في 7 سبتمبر 2025
تبدأ ظاهرة خسوف القمر في مساء يوم الأحد، 7 سبتمبر 2025، بنداءٍ سماوي لطيف ينطلق من دخول القمر إلى منطقة شبه الظل، في نحو الساعة 18:28 بتوقيت القاهرة، بينما لا تلاحظ هذه المرحلة بالعين المجردة، ثم يلوح أفق الظل الجزئي في الساعة 19:27، وتبدأ معالم الخسوف بالظهور بوضوح على سطح القمر.
تتقدم الظاهرة تدريجيًا حتى تدخل الكرة القمرية الظل الكلي للأرض عند الساعة 20:31، لتبدأ لحظة التحول إلى "القمر الدموي"، بينما تبلغ ذروة الخسوف الكلي الساعة 21:12، وتستمر المرحلة الكاملة من الخسوف نحو 82 دقيقة تقريبًا، قبل أن يبدأ الضوء التدريجي بالعودة إلى القرص القمري تدريجيًا، لتتحول إلى الخارج من الظل التام بحلول الساعة 21:53، وتُسدل الستائر على الظاهرة في نهايتها تقريبًا عند الساعة 20:55 بالتوقيت العالمي.
وتتميز هذه الليلة السماوية بأنها مواتية لحظات طويلة من الرصد، بناءً على دخول القمر إلى كل مراحل الخسوف، مما يجعلها فرصة ذهبية لهواة التصوير والمراقبة الفلكية، وينبغي على الراغبين في المشاهدة اختيار مواقع بساتنجية أو شبكية بعيدة عن التلوث الضوئي للحصول على تجربة بصرية لا تُنسى.
ويعتبر خبراء الفلك، أن خسوف القمر الكلي في سبتمبر 2025 ليس مجرد مشهد فلكي فحسب، بل تذكير بسحر الكون وإيقاعه الدقيق، حيث تكتمل سهرة الليل بلونٍ دموي يأسر القلوب ويحثّ النفوس على تأمل فسيح في عظمة الكون.
