تثير رفة العين قلق الكثيرين، إذ تظهر بشكل مفاجئ ومتكرر دون إنذار مسبق، فتجعل المصاب يتساءل عن أسبابها الحقيقية وما إذا كانت علامة على مرض خطير، حيث يعاني البعض من انقباضات بسيطة في جفن العين تستمر لثوانٍ أو دقائق، بينما قد تمتد لدى آخرين لفترات أطول فتؤثر في الراحة والتركيز.
وتضيف هذه الحالة نوعًا من الإزعاج النفسي، خصوصًا عندما تحدث في مواقف مهمة، وتختلف الأسباب بين بسيطة تتعلق بالإرهاق ونقص النوم، وأخرى ترتبط بعوامل صحية تحتاج إلى متابعة، ويوضح موقع Mayo Clinic أن رفة العين غالبًا ما تكون حالة حميدة تزول من تلقاء نفسها لكنها قد تعكس أحيانًا مشاكل أعمق.
أسباب وعلاج رفة العين
تنشأ رفة العين في أغلب الأحيان نتيجة التعب الشديد أو قلة النوم، حيث يرهق السهر المستمر العضلات الدقيقة في الجفن، مما يؤدي إلى انقباضها بشكل لا إرادي، ويتكرر ذلك مع العمل لساعات طويلة أمام الشاشات دون أخذ فترات راحة.
ويؤدي التوتر النفسي والقلق المستمر إلى زيادة نشاط الأعصاب في منطقة العين، مما يجعلها أكثر عرضة للرفة، ويلاحظ كثير من الأشخاص زيادة هذه الحالة في أوقات الضغط العصبي أو الانشغال بمشاكل يومية.
فيما يساهم الإفراط في تناول الكافيين مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية في تحفيز الأعصاب والعضلات، الأمر الذي يضاعف من فرص حدوث الرفة، ويقلل التقليل من الكافيين أو استبداله بالماء والأعشاب من تكرار هذه الظاهرة.
تحدث رفة العين أيضًا بسبب جفاف العين، وهي مشكلة شائعة بين من يقضون وقتًا طويلًا أمام الكمبيوتر أو من يستخدمون العدسات اللاصقة باستمرار، ويفاقم الجفاف الانقباضات غير الطبيعية في الجفن ويزيد من تكرارها.
يرتبط أحيانًا حدوث رفة العين بنقص بعض العناصر الغذائية المهمة مثل المغنيسيوم أو البوتاسيوم، مما يؤثر في كفاءة عمل العضلات والأعصاب، كما يساعد تناول غذاء متوازن غني بالخضروات والفواكه والمكسرات على تقليل الأعراض.
وتظهر الرفة في بعض الحالات كعرض جانبي لبعض الأدوية، خصوصًا تلك التي تؤثر في الجهاز العصبي، لذا يتوجب هنا استشارة الطبيب لمعرفة البدائل أو تعديل الجرعة، حيث يشكل العلاج في معظم الحالات خطوات بسيطة تبدأ بالحصول على قسط كافٍ من النوم المنتظم، ويقلل النوم العميق من إجهاد العين ويمنح العضلات فرصة للتعافي.
كما يساعد تخفيف التوتر عبر ممارسة الرياضة أو تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق في الحد من تكرار الرفة ويساهم الابتعاد عن الضغوط اليومية في تحسين صحة العين بشكل ملحوظ.
تساهم قطرات ترطيب العين في تخفيف الجفاف وتقليل الانقباضات المزعجة، لذا ينصح باستخدامها عند الحاجة خاصة لمن يعملون أمام الشاشات لفترات طويلة.
وتتطلب الحالات المستمرة أو الشديدة مراجعة طبيب العيون للتأكد من عدم وجود مشكلات عصبية أو أمراض أخرى خلف هذه الأعراض، ويحدد الطبيب العلاج الأنسب بحسب السبب الرئيسي.