يشيد الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، بكتاب (كَنْز الفضيلة) للشاعرة مريم توفيق، موضِّحًا أنه يمثِّل إضافةً نوعيَّةً للمكتبة العربيَّة؛ لِمَا يتضمَّنه مِنْ معالجة موضوعيَّة لقضايا إنسانيَّة ومجتمعيَّة مهمَّة، وما يعكسه مِنْ تقديرٍ لرسالة الأزهر الشريف وجهود الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشريف، في خدمة قضايا الأمَّة والمجتمع محليًّا ودوليًّا.
ويؤكِّد الدكتور الجندي أنَّ الكتاب تناول ما طرحه فضيلة الإمام الأكبر مِنْ رؤًى إصلاحيَّة واجتماعيَّة، خاصَّة ما وَرَدَ في برنامجه الرَّمضاني، بلغةٍ مبسَّطة قريبةٍ مِنَ القارئ؛ الأمر الذي يُبرِز الدَّور التنويري والفِكري للأزهر الشريف، وريادته في معالجة القضايا المعاصرة.

ويُشير الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة إلى أنَّ الكتاب لامس قضايا إنسانيَّةً واجتماعيَّةً بالغةَ الأهميَّة؛ مثل: جهود لجنة المصالحات بالأزهر في إطفاء نار الثأر بصعيد مصر، ودَور الأزهر في إرساء السَّلام المجتمعي، فضلًا عن تسليط الضَّوء على مأساة غزَّة، مثمِّنًا شجاعة الكاتبة في تناول القضايا الكُبرى بلسان الحق، وإيمانها برسالة الأزهر الشريف ودَوره في الدِّفاع عن قضايا الأمَّة، كما أعرب عن تقديره لجرأتها الأدبيَّة التي توازن بين الإحساس الشعري والبُعد الفِكري؛ بما يجعل هذا الكتاب شهادةً صادقةً في حقِّ الأزهر وقضايا الأمَّة.
أمين البحوث الإسلامية: بمولده ﷺ وُلدت الإنسانيَّة وتفتَّحت أبواب القِيَم والعطاء
وعلى صعيد اخر، افتتح مجمع البحوث الإسلاميَّة، مساء أمس، فعاليَّات الأسبوع العاشر للدعوة الإسلاميَّة في مدينة البعوث الإسلاميَّة، الذي تُنظِّمه اللجنة العُليا للدعوة بالمجمع تحت عنوان: (مداد النبوَّة.. سيرة المولد ومنهج القدوة)، في إطار حملة فاتَّبِعوه التي أطلقها المجمع بمناسبة الذِّكرى العطرة لمولد النبي ﷺ، .
وقد استُهِلَّت فعاليَّات الأسبوع بندوة تحت عنوان: (رسول الله.. فيض النُّور وربيع القلوب)، حاضر فيها كلٌّ من: الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، والدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العُليا لشئون الدعوة، فيما أدار النَّدوةَ الشيخ يوسف المنسي، عضو أمانة اللجنة العُليا لشئون الدعوة.
وفي كلمته، قال فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة: إنَّ الكون من غير السُّرُج يظلُّ غارقًا في الظُّلْمَة، وبالسُّرُج يضيء ويزول التخبُّط والعمى، مبيِّنًا أنَّ رسول الله ﷺ هو السِّراج الأعظم الذي أنار للإنسانيَّة طريقها ظاهرًا وباطنًا؛ كما قال تعالى: ﴿وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا﴾.
وأشار الدكتور الجندي إلى أنَّه بمولد النبي ﷺ وُلدت الرحمة، وتفتَّحت أبواب القِيَم والعطاء، وانكسرت قيود العنصريَّة والطبقيَّة؛ فعاشت الإنسانيَّة ميلادًا جديدًا، ووجدتِ المرأة ذاتها، واستشعرت قيمتها ومكانتها في المجتمع.
وأكَّد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة أنَّ النبي ﷺ كان عبقًا وطيبًا فاح عطره في أرجاء الكون، حتى كانت السيدة أم سليم –رضي الله عنها– تجمع عَرقه الشريف وتجعله في طيبها، فصار أطيب الطِّيب وأزكاه، موضِّحًا أنَّه ﷺ سيِّد الدنيا والآخرة، وأنَّ التأدُّب معه ضرورة وجوديَّة تحيا بها القلوب، وتستقيم بها حياة الأمم.
من جانبه، أشار الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العُليا لشئون الدعوة، إلى أنَّ ميلاد النبي ﷺ كان ميلاد أمَّة وحضارة ومنظومة قِيَم تحفظ الإنسانيَّة وتصونها، وهو في حقيقته ميلاد الهداية التي أخرجتِ الناس من الظلمات إلى النُّور، مشدِّدًا على أنَّ الاحتفال بمولده ﷺ هو تجديد للعهد بالاقتداء به؛ لأنه الطريق الأوحد إلى فلاح الأمَّة ورشادها.
ومِنَ المقرَّر أن تتواصل فعاليَّات الأسبوع الدَّعوي العاشر بمدينة البعوث الإسلاميَّة على مدار خمسة أيام عقب صلاة العصر، تتنوَّع فيها المحاور التي تُطرَح خلال النَّدوات واللقاءات الفكريَّة التي يحاضر فيها كِبار علماء الأزهر الشريف؛ إذْ يتأمَّلون في شخصيَّة النبي ﷺ بوصفه فيضَ النَّور وربيعَ القلوب، ويبيِّنون أنَّ الاحتفاء بذِكرى المولد النَّبوي إحياءٌ لمعاني المحبَّة والإيمان، وأنَّ السُّنَّة المطهَّرة منهاجُ حياةٍ يهدي النَّاس سواء السبيل، كما يتوقَّفون عند ملامح المصطفى ﷺ الإنسانيَّة، التي سَمَت فوق بشريَّتها بعصمةٍ وحِفظٍ إلهي، فضلًا عن مناقشة قضيَّة المولد بين الفرح والاتبِّاع؛ ليظلَّ الحدث إطارًا جامعًا يذكِّر الأمَّة بسيرته العطرة ﷺ، ويؤكِّد أنَّ في الاقتداء به حياةً للقلوب، ونهضةً للأمم.