أزمة غاز حادة في بنغلاديش.. هل تشكّل شحنات "المسال" انفراجة؟

تواجه بنغلاديش أزمة غاز حادة تعمّق معضلة شُح الطاقة المستفحلة في البلد الواقع جنوب شرق آسيا خلال الشهور الماضية، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويبرز الغاز الطبيعي مكونًا رئيسًا في نظام الطاقة في بنغلاديش؛ إذ يُعد مسؤولًا عن توليد أكثر من نصف إجمالي الكهرباء المُستعمَلة في البلاد. كما أنه يؤدي دورًا حاسمًا في الصناعة وإنتاج الأسمدة إلى جانب استعمالاته اليومية.

غير أن تراجع الإنتاج المحلي وتنامي معدلات الطلب أسهما في اندلاع أزمة غاز عميقة في بنغلاديش، انعكس أثرها في قطاعات اقتصادية عدة.

وخلال المدة بين العامَيْن الماليَيْن 2020 و2024، هبط إجمالي إنتاج الغاز من 24.993 مليار قدم مكعبة إلى 21.075 مليار قدم مكعبة، فيما ظلّ التوزيع ثابتًا.

وبناءً عليه اتسعت الفجوة بين الإنتاج والتوزيع بدرجة كبيرة من 3.492 مليار قدم مكعبة إلى 6.479 مليار قدم مكعبة.

ومن المتوقع أن يرتفع الطلب المستقبلي على الغاز في بنغلاديش من 3.956 مليار قدم مكعبة يوميًا في العام المالي 2025 إلى 4.762 مليار قدم مكعبة يوميًا في العام المالي 2028 بدعم من قطاعَي الطاقة والتصنيع.

الغاز في بنغلاديش

أرجع مستشار وزارة الكهرباء والطاقة والموارد المعدنية محمد فوز الكبير خان أزمة الغاز في بنغلاديش إلى تناقص الاحتياطات المحلية من ذلك الوقود الإستراتيجي.

وأضاف أن بلاده تخطّط لاستيراد كميات زائدة من الغاز المسال، وفق تصريحات أدلى بها خلال ندوة عبر تقنية الاتصال المرئي نظّمتها هيئة تنمية الاستثمار في بنغلاديش واختصارها بيدا (Bida)، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح: "لتخفيف أزمة شُح الغاز المتواصلة، ستستورد الحكومة شحنات غاز مسال أكثر مقارنةً بالعام الماضي"، مردفًا: "في عام 2024 استوردنا 84 شحنة غاز مسال، لكننا سنستورد هذا العام 20 شحنة إضافية، ليصل إجمالي الشحنات إلى 104؛ ما قد يعطي دفعة جيدة إلى الصناعة والقطاعات الأخرى".

وأقر فوز الكبير خان بوجود نقص في الغاز يُقدّر بنحو مليار قدم مكعبة يوميًا، مؤكدًا أن الحكومة السابقة لم تتخذ أي مبادرات لاستكشاف مصادر الغاز المحلية.

وتابع: "نحن ننفّذ مبادرات لاستكشاف الغاز من مصادر محلية، وسنطرح مناقصات بشأن مشروعات استكشاف غاز برية وبحرية"، مشيرًا إلى أن طرح تلك المناقصات وترجمة تلك الخطط إلى أفعال هي عملية تستغرق وقتًا.

إهدار الغاز

انتقد مستشار وزارة الكهرباء والطاقة والموارد المعدنية في بنغلاديش محمد فوز الكبير خان ظاهرة إهدار الغاز في بلاده، لافتًا إلى أنها تمثّل تحديًا صعبًا يتعين مواجهته.

وقال: "نستورد الغاز المسال باهظ الثمن لتلبية الطلب، لكن ثمة قرابة ما يتراوح من 300 إلى 500 مليون قدم مكعبة من الغاز تُهدَر جراء حوادث السرقة والتسرب؛ وهو ما نحاول أن نتصدى له بقوة وحزم".

وزاد: "هناك العديد من محطات الكهرباء التي تستهلك الغاز، ومعظم هذه المحطات غير فعّالة، وقد اتُّخذ قرار بقطع إمدادات الغاز عنها"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

الفساد في بنغلاديش

علّق فوز الكبير خان على الفساد المستشري في قطاع الكهرباء والطاقة في بنغلاديش، قائلًا إن ثمة حوادث فساد غير مسبوقة تنخر في جسد هذا القطاع.

وأردف: "لكبح جماح ذلك الفساد، فإننا ألغينا قانون التعزيز السريع لإمدادات الكهرباء والطاقة الصادر في عام 2010"، مؤكدًا أن حوادث فساد ضخمة قد وقعت بسبب هذا القانون خلال عهد الحكومة السابقة.

وفي معرض انتقاده خطة الطاقة والكهرباء المتكاملة الحالية قال المسؤول البنغلاديشي إن قضية مزيج الطاقة لم يرد ذكرها في تلك الخطة الأصلية.

وواصل: "أزمة الغاز في بنغلاديش لم تواجَه، في الوقت الذي تواجه الطاقة الشمسية إهمالًا كذلك؛ ونحن نعكف حاليًا على مراجعة الخطة الأصلية، ونأمل في إنجازها بحلول ديسمبر/كانون الأول المقبل".

ولتشجيع الاستثمار في الطاقة الشمسية، قال فوز الكبير خان إن بنغلاديش تمضي قُدمًا في صياغة سياسة محطات الطاقة الشمسية التجارية، مضيفًا أن المسودة ستكون جاهزة بحلول أكتوبر/تشرين الأول (2025).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:
1.استفحال أزمة غاز في بنغلاديش من صحيفة "ذا بزنس ستانداراد".
2.استهلاك الغاز في بنغلاديش من مدونة "سنترال فور بوليسي ديالوغ".