أفادت إعلام سورية، بقيام القوات الإسرائيلية شن سلسلة غارات جوية على مواقع جنوبي دمشق في منطقة الكسوة، قبل أن تنفذ إنزالاً جوياً (بأربع مروحيات هجومية) قرب ثكنات سابقة جنوبي العاصمة، استمر لأكثر من ساعتين دون مواجهات مباشرة
غارات جوية وجسر جوي إسرائيلي
وفي تطور لافت، نشر تقرير لفايننشال تايمز أن الإنزال الجوي جاء بعد غارات قتلت ستة من الجنود السوريين أثناء تعاملهم مع جهاز تنصت تم اكتشافه أثناء دورية، في حين استمرت الطلعات الجوية والطائرات بدون طيار في منع الوصول إلى الموقع حتى الليل التالي.
الهدف الاستراتيجي للانزال: أجهزة التنصت وخلفيات مراقبة سرية
كما ذكرت المصادر أن هذه العملية تهدف، في المقام الأول، إلى تأمين أجهزة تنصت ومراقبة إسرائيلية تم اكتشافها من قبل الجيش السوري
وتعزيزًا لذلك، أكد تقرير وول ستريت جورنال أن العملية هدفت إلى تعزيز القدرة الاستخباراتية الإسرائيلية داخل سوريا قبل أي اتفاق أمني محتمل يُقيّد نشاطها
بالإضافة إلى ذلك، بينت تقارير أن الموقع المستهدف كان قاعدة دفاع جوي سابقة بقيادة عسكرية إيرانية قبل تدميرها، ما يمنح الموقع أهمية استخباراتية كبيرة.
حصيلة الإضرار وخسائر النظام السوري
وأفاد تقرير من وكالة الأناضول، بأن الضربات الإسرائيلية قتلت على الأقل ستة جنود سوريين أثناء محاولتهم نزع أجهزة التنصت، إضافة إلى إصابة آخرين وتدمير مركبات عسكرية، قبل أن يتمكن الجنود من استرداد الجثث وتفجير بعض الأجهزة لاحقًا.
في صباح اليوم التالي، زادت حصيلة الضحايا إلى ثمانية قتلى، وفقًا لوكالة الأنباء السورية و«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، كما شملت الغارات استهداف تعزيزات إضافية ومواقع تمركز جنوب دمشق.
السياق السياسي والدبلوماسي: مواجهة التوترات وسط محادثات تسوية
يأتي هذا التصعيد في ظل محادثات سلام أمريكية الوساطة بين دمشق وتل أبيب، إلا أن العملية استهدفت مواقع استراتيجية مثل تل بر توردى على تخوم جبل الشيخ، والتي تتيح لـ"إسرائيل" مراقبة واسعة عبر الحدود، مما يشكل ورقة ضغط واضحة في أي تسوية مستقبلية.
كما اعتبر الجانب السوري أن هذه الإجراءات تشكل خرقًا صارخًا للأعراف الدولية وخرقًا للسيادة السورية، مكرّرًا اتهامه لإسرائيل بمحاولة نزع أمن واستقرار المنطقة
تظهر هذه العملية قدرة إسرائيل على استخدام مزيج من القوة الجوية والبرية لاختراق عميق داخل الأراضي السورية، بهدف استباقي لضمان أمن تلك الأجهزة الاستخباراتية في سياق تسوية محتملة. كما أنها تعكس توجهًا واضحًا لاستخدام القوة كأداة ضغط سياسية، في ظل بيئة إقليمية متوترة بعد انهيار نظام الأسد وسيطرة القوى الميدانية الجديدة.
تظل المنطقة المحتلة مثل جبل الشيخ والكسوة جنوب غرب دمشق نقاط تماس استراتيجية بين التهديد الأمني والاستخباراتي. بينما تشهد العلاقات السورية-الإسرائيلية توترًا متصاعدًا يعكس صراعًا غير متكافئ بين منطق الحرب والمناورة السياسية.
