في زمن تزايدت فيه الحاجة إلى ترشيد استهلاك الطاقة، أصبح العدّاد مسبق الدفع بمثابة مرآة تكشف عاداتنا اليومية مع الكهرباء، ومع حرارة الصيف وارتفاع الأحمال، يجد كثيرون أنفسهم في حيرة، لماذا ينفد الرصيد بسرعة رغم الاستخدام الطبيعي؟ الإجابة تكمن في أخطاء صغيرة نمارسها دون وعي، لكنها تُحوّل الشحن إلى هدر.
مجموعة من الممارسات الخاطئة ترفع الفاتورة
مع تزايد الاعتماد على العدادات مسبقة الدفع، يواجه كثير من المواطنين مشكلة نفاد الرصيد بشكل أسرع مما يتوقعون، وهو ما يؤدي في النهاية إلى انقطاع التيار بصورة مفاجئة.
وجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك كشف في تقاريره السابقة أن السبب لا يعود فقط إلى ارتفاع الاستهلاك في فصل الصيف، بل إلى مجموعة من الممارسات الخاطئة التي يقوم بها المستخدمون يوميًا دون إدراك.
إبقاء السخان الكهربائي في وضع التشغيل بعد الانتهاء من استخدامه
أول تلك الأخطاء يتمثل في ترك الأجهزة متصلة بالكهرباء رغم عدم الحاجة إليها، مثل شواحن الهواتف أو أجهزة التلفاز، فهي تستهلك طاقة حتى في وضع الاستعداد، و الخطأ الثاني الأكثر شيوعًا هو إبقاء السخان الكهربائي في وضع التشغيل بعد الانتهاء من استخدامه، إذ يعد من أكثر الأجهزة استنزافًا للشحن إذا ظل يعمل بلا داعٍ.
أما الخطأ الثالث فهو الاعتماد على التكييف بدرجات حرارة منخفضة جدًا، خاصة أقل من 24 درجة مئوية، وهو ما يؤدي إلى زيادة غير ضرورية في استهلاك الطاقة ويضاعف الحمل على العداد، كذلك يندرج ضمن الأخطاء المتكررة ترك المصابيح مضاءة في أماكن غير مستخدمة، وهو أمر يسهل تجنبه لكنه يستهلك قدرًا من الرصيد دون جدوى.
نشر ثقافة الترشيد أصبح ضرورة وليست خيارًا.
وأخيرًا، هناك خطأ بالغ التأثير يتمثل في تحميل العداد بأجهزة كهربائية ذات استهلاك عالٍ في وقت واحد، ما يتجاوز قدرته الاستيعابية ويسرّع من نفاد الرصيد.
ويؤكد خبراء الكهرباء أن تجنّب هذه العادات البسيطة يسهم في إطالة عمر الشحن وتخفيف الأعباء على ميزانية الأسرة، فضلًا عن دورها في نشر ثقافة الترشيد التي أصبحت ضرورة وليست خيارًا.
توضح التجارب اليومية أن التحكم في استهلاك الكهرباء لا يتطلب حلولًا معقدة بقدر ما يحتاج إلى وعي بالممارسات البسيطة التي تهدر الطاقة دون أن نشعر.
فإيقاف تشغيل السخان بعد الاستخدام، وفصل الأجهزة من المقابس، وضبط التكييف على درجة معتدلة، كلها خطوات يمكن أن تحافظ على رصيد العدّاد لفترة أطول.
كما أن تجنب تحميل العدّاد بأجهزة تفوق طاقته والحرص على إطفاء الإضاءة في الغرف غير المستخدمة يسهمان في تقليل الاستهلاك وتخفيف النفقات، والالتزام بهذه الإرشادات لا يحمي فقط الميزانية الأسرية، بل يساهم أيضًا في ترشيد الطاقة والحفاظ على الموارد.
