أقرّ مجلس الوزراء الألماني خطة جديدة لإطلاق خدمة عسكرية تطوعية للشباب؛ في خطوة اعتبرتها برلين ضرورية لتعزيز قدرات الجيش في ظل التوترات الأمنية الدولية المتزايدة، وعلى رأسها الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.
وأعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس - عقب جلسة خاصة لمجلس الوزراء عُقدت في ملجأ محصّن بوزارة الدفاع - أن "تقوية الجيش الألماني ضرورة ملحة". وأكد أن البرنامج الجديد يهدف إلى تجنيد ما يصل إلى 40 ألف شاب سنويًا بحلول عام 2031.
وبموجب التشريع، سيُطلب من جميع الذكور في سن 18 عامًا ابتداءً من يناير المقبل ملء استبيان لتقييم مدى ملاءمتهم ورغبتهم في الخدمة العسكرية، بينما سيكون الاستبيان اختياريًا للفتيات. ومن بين الراغبين، ستُختار دفعة للتدريب العسكري لفترة لا تقل عن ستة أشهر.. وفقًا لما كشفت عنه صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم الأربعاء.
وبحسب الصحيفة، تستهدف ألمانيا تجنيد 20 ألف شاب في العام الأول بسبب محدودية القدرة التدريبية، على أن يتضاعف العدد تدريجيًا ليصل إلى 40 ألف مجند سنويًا.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوة جاءت بعد تسوية خلافات داخل الائتلاف الحاكم، حيث تخلى وزير الخارجية يوهان فاديبول عن اعتراضاته على المشروع. ورغم ذلك، لا يزال القانون بحاجة إلى إقرار من البرلمان الوطني "البوندستاج" وسط توقعات بمزيد من الجدل السياسي.
في الوقت نفسه اعتبر بعض أعضاء حزب المستشار فريدريش ميرز "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" الخطة غير كافية لسد النقص في أعداد الجيش الألماني، ما قد يضعف قدرة البلاد على الوفاء بالتزاماتها داخل حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وقال نوربرت روتجن، الخبير في شئون السياسة الخارجية بحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، قبل اجتماع مجلس الوزراء:" لن يجعل هذا القانون ألمانيا قادرة على الدفاع عن نفسها".. وحذر من أن أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إيجاد 90 ألف جندي إضافي بحلول عام 2035.
