تلتزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بصوم يومي الأربعاء والجمعة منذ العصر الرسولي، حيث يعتبران جزءًا جوهريًا من حياتها الروحية، وأحد أقدم الأصوام التي شهدتها الكنيسة. ولا يُسمح بالإفطار فيهما إلا لأسباب قاهرة مثل المرض.
يتصل صوم يوم الأربعاء بذكرى المؤامرة التي حيكَت لتسليم السيد المسيح والقبض عليه، بينما يرتبط صوم الجمعة بذكرى الفداء، يوم صلب المسيح وموته، مما جعله الرسل يوماً مقدساً للصوم والصلاة.

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن الصوم
تنظر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى هذا الصوم كوسيلة روحية تتجاوز الطقوس الظاهرية، معتبرةً إياه فرصة لإثراء الحياة الروحية وتعميق معاني التأمل في الفداء والإيمان والتضحية. كما يُعد تذكيراً أسبوعياً بقيم الخلاص وتجديداً مستمراً للعلاقة مع الله.
جدير بالذكر أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تُعتبر امتداداً حياً للكنيسة الرسولية القديمة، متبنيةً نهج الآباء والقديس مارمرقس الرسول. ومن المثير للاهتمام أن عدد الأيام التي تصومها الكنيسة القبطية على مدار العام يتجاوز 200 يوم.

مجموعة من المفاهيم العميقة للصوم المسيحي
و فى سياق متصل في كلمته، تناول الأب القس مايكل إسحق مجموعة من المفاهيم العميقة للصوم المسيحي، مسلطًا الضوء على أهميته في النمو الروحي والسمو نحو الأمور السمائية. أوضح الأب مايكل أن الصوم لا يقتصر فقط على الامتناع عن الطعام، بل يتعدى ذلك ليشمل دعوة الخطاة لقبول النعمة الإلهية، التحرر من قيود الشر، وتعزيز روح العطاء عبر ممارسة الصدقة. كما أشار إلى دور الصوم في تحقيق التوازن والصحة المتكاملة للروح، النفس، والجسد.
أهمية التسابيح والممارسات الروحية
ركز أيضًا على أهمية التسابيح والممارسات الروحية كوسيلة للاتحاد مع الله واكتساب الفضائل الأساسية التي تُغني الحياة المسيحية. أكد على التوبة الصادقة باعتبارها خطوة جوهرية تقود المؤمن إلى طريق الخلاص. واستشهد
بكلمات الكتاب المقدس المُلهمة: “اجذبني وراءك فنجري” (نشيد الأناشيد ١: ٤)، لتوضيح العلاقة الوثيقة بين الله والإنسان الساعي إليه.
جدير بالذكر أن الصحفي أشرف صادق، مدير تحرير جريدة الأهرام، يساهم بتنظيم وإعداد عظات الأحد الأسبوعية، ضمن برنامج تتناوب فيه آباء الكنيسة على تقديم رسائلهم الروحية منذ انطلاقه.