تُعد البحيرات واحدة من أعظم الكنوز الطبيعية التي يعتمد عليها كوكبنا، فهي مصدر رئيسي للمياه العذبة التي تغذي شبكات مياه الشرب وتدعم الزراعة والصناعات المختلفة، كما تُشكل هذه المسطحات المائية نظامًا بيئيًا متكاملًا يحتضن تنوعًا بيولوجيًا هائلًا، إذ تمثل موطنًا طبيعيًا لا يقدر بثمن لأنواع عديدة من الأسماك والنباتات والكائنات البرية.
ولا يقتصر دور البحيرات على الجانب البيئي فقط، فهي عنصر أساسي في موازنة مناخ الأرض، إذ تسهم في تلطيف درجات الحرارة، وامتصاص مياه الفيضانات، وتخزين كميات كبيرة من الكربون، كما تمثل البحيرات ركيزة اقتصادية وسياحية مهمة، فهي وجهة لعشاق الطبيعة وصيد الأسماك والأنشطة الترفيهية التي تساهم في تنمية المجتمعات المحلية.
ورغم هذه الأهمية، تواجه البحيرات حول العالم ضغوطًا متزايدة بسبب التلوث وسوء الاستخدام والتغيرات المناخية. ففي كثير من المناطق، تتعرض هذه النظم البيئية للتدهور نتيجة تدفق الملوثات من الأسمدة والنفايات الصلبة، إضافة إلى تأثير الاحتباس الحراري الذي يرفع وتيرة الفيضانات ويُغيّر أنماط الطقس، كما أن ارتفاع درجات الحرارة وتراجع الغطاء الجليدي يؤديان إلى زيادة معدلات تبخر المياه، وهو ما يُهدد استقرار مستويات البحيرات.
في هذا اليوم العالمي الأول المخصص للاحتفاء بالبحيرات، تتجدد الدعوة للتحرك العاجل لحمايتها، إدراكًا لدورها المحوري في الحفاظ على توازن الحياة على الأرض، فلنحافظ عليها اليوم من أجل مستقبل أكثر استدامة.