في خطوة وُصفت بالمفاجئة، تراجعت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي الأمريكي عن تبني موقف رسمي إزاء الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة "حماس"، بعد أن كان متوقعًا أن تحسم خلال اجتماعها الصيفي في مدينة مينيابوليس هذا الأسبوع.
وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، فإن النقاش الذي جرى داخل قاعة الاجتماع، المحاط بإجراءات أمنية مشددة، كشف عمق الانقسام داخل الحزب بشأن الصراع في غزة. فقد طُرحت مقترحات متباينة؛ حيث دعا الجناح التقدمي إلى فرض حظر أسلحة على إسرائيل وتعليق المساعدات العسكرية، فيما قدّم رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية كين مارتن مقترحًا بوقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل إلى المدنيين، مع إعادة التأكيد على دعم حل الدولتين.
ورغم أن لجنة القرارات صوتت لصالح مقترح مارتن، فإن الأخير فاجأ الحضور بسحب مشروعه، مقترحًا تشكيل فريق عمل خاص لدراسة الملف بشكل أعمق، قائلًا: "شهدنا انقسامًا واضحًا في حزبنا، ومن المهم أن نستمع جيدًا قبل اتخاذ موقف نهائي."
هذا التراجع يعني أن الحزب قد يظل دون موقف رسمي لعدة أشهر مقبلة، في وقت تتزايد فيه الضغوط الداخلية والخارجية على الديمقراطيين، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية. ووفق أعضاء لجنة القرارات، تلقّت اللجنة ما يقرب من 5 آلاف رسالة إلكترونية من نشطاء ومؤيدين على طرفي النقاش، ما يعكس حدة الجدل داخل الحزب بشأن الحرب وأبعادها الإنسانية والسياسية.
ويرى مراقبون أن الخطوة تعكس رغبة القيادة الديمقراطية في تجنب مزيد من الشرخ الداخلي، لكنها في الوقت نفسه تؤجل الحسم في قضية أصبحت من أكثر الملفات إثارة للانقسام داخل الحزب خلال العام الماضي.
