في عالم يتقاطع فيه النفط مع السياسة والاقتصاد، لا تأتي تحركات الأسعار مجرد أرقام على شاشات التداول، بل هي انعكاس لمخاوف عالمية وقرارات كبرى قد تعيد رسم ملامح السوق بين ليلة وضحاها.
تترنح أسعار الذهب الأسود النفط بين الارتفاع والهبوط
وفي ظل صراع يشتعل في أوروبا الشرقية وتوترات بين العواصم الكبرى، يجد المستثمرون أنفسهم أمام مشهد معقد تترنح فيه أسعار الذهب الأسود النفط بين الارتفاع والهبوط، رهينة الأخبار العاجلة والتوقعات المتغيرة.
شهدت أسواق الطاقة اليوم الثلاثاء تراجعًا طفيفًا في أسعار النفط، بعدما كانت قد سجلت ارتفاعًا يقارب 2% خلال الجلسة السابقة، نتيجة حالة الترقب التي يعيشها المتعاملون تجاه التطورات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا.
تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي
فقد هبطت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 16 سنتًا أي بنسبة 0.23% لتستقر عند 68.64 دولار للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنفس القيمة لتسجل 64.64 دولار، يأتي ذلك بعد أن قفز العقدان أمس إلى أعلى مستوى لهما منذ أكثر من أسبوعين.
ويعزو مراقبون هذا التذبذب إلى تزايد المخاوف بشأن تعطّل الإمدادات النفطية، خاصة عقب استهداف أوكرانيا منشآت للطاقة داخل الأراضي الروسية، ما أثار القلق بشأن مستقبل تدفقات الوقود نحو الأسواق العالمية.
التصعيد المحتمل دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم توقعاتهم
كما ألقى تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض مزيد من العقوبات على روسيا بظلاله على السوق، في حال لم يتم إحراز تقدم ملموس في مسار التهدئة بين موسكو وكييف خلال أسبوعين، وهذا التصعيد المحتمل دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم توقعاتهم بشأن المعروض النفطي العالمي.
وفي الوقت ذاته، يترقب المستثمرون صدور بيانات معهد البترول الأمريكي حول مخزونات الخام والبنزين لاحقًا، وسط توقعات تشير إلى تراجع حجم المخزون من النفط الخام والوقود، مع احتمالية تسجيل زيادة في مخزونات نواتج التقطير.
هذه التطورات المتسارعة تُبقي السوق في حالة من الترقب، حيث تتداخل العوامل السياسية مع المؤشرات الاقتصادية، لتجعل من كل جلسة تداول اختبارًا جديدًا لمستقبل أسعار الطاقة عالميًا.
