رد الاتحاد الأوروبي على مزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن التنظيمات الرقمية في الخارج غير عادلة، وذلك بعد يوم من تهديده بفرض رسوم جمركية وعقوبات أخرى على الدول التي تفرض ضرائب على الخدمات الإلكترونية، مثل وسائل التواصل الاجتماعي والتجارة الإلكترونية.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية باولا بينهو للصحفيين، اليوم الثلاثاء في بروكسل: "إنه حق سيادي للاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء في تنظيم أنشطتنا الاقتصادية على أراضينا بما يتوافق مع قيمنا الديمقراطية"، بحسب شبكة CNBC عربية.
هدد ترامب بفرض قيود على صادرات التكنولوجيا المتقدمة وأشباه الموصلات الأمريكية، ورسوم جمركية أعلى، رداً على ضرائب الخدمات الرقمية التي تفرضها بعض الدول وتصر الشركات الأميركية،من دون أن يحدد أي حكومة.
وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من مساء الإثنين أن هذه الإجراءات "كلها مصممة لإلحاق الضرر أو التمييز ضد التكنولوجيا الأمريكية".
ممارسات تضر بشركات التكنولوجيا الأمريكية لصالح الصينية
لطالما انتقد ترمب التنظيمات الأوروبية الخاصة بالتكنولوجيا ومكافحة الاحتكار ضد شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، بما في ذلك "جوجل" التابعة لـ"ألفابت"، و"أبل"، و"ميتا بلاتفورمز".
كما حثت الولايات المتحدة مؤخراً المفوضية الأوروبية على تخفيف "مدونة قواعد الممارسة الخاصة بالذكاء الاصطناعي".
وأضاف ترامب في منشوره أن "هذه القوانين تمنح أيضاً، وبشكل فاضح، إعفاءً كاملاً لشركات التكنولوجيا الصينية الكبرى".
ردت المفوضية الأوروبية، اليوم الثلاثاء، على اتهامات ترامب بأن القواعد، مثل "قانون الخدمات الرقمية" و"قانون الأسواق الرقمية"، تمييزية وتستهدف الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية توماس رينييه: "قانون الخدمات الرقمية لا ينظر إلى منشأ الشركة أو إلى اختصاصها القضائي أو إلى مالكها، فقانون الخدمات الرقمية وقانون الأسواق الرقمية ينطبقان على جميع المنصات والشركات العاملة في الاتحاد الأوروبي بغض النظر عن مكان تأسيسها".
اتفاق تجاري مع واشنطن قيد الإعداد
يأتي الخلاف الأخير بينما يستعد الاتحاد الأوروبي لنشر تشريع هذا الأسبوع يحدد تفاصيل إطار تجاري مشترك توصل إليه مع واشنطن، من شأنه إلغاء الرسوم الجمركية على بعض الصادرات الأمريكية.
وإلى أن يتم ذلك، لن تخفّض الولايات المتحدة رسومها الجمركية البالغة 27.5% على السيارات وقطع غيار السيارات الأوروبية إلى نسبة 15% المتفق عليها سابقاً.
الاتفاق تعرض لانتقادات من عدة دول أعضاء، فيما وصفت المفوضية الأوروبية، المسؤولة عن شؤون التجارة في الاتحاد، الاتفاق سابقاً بأنه غير متكافئ ولا يصب في مصلحة التكتل.
ودافعت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين عن الاتفاق، واصفة إياه بأنه "اتفاق قوي، وإن لم يكن مثالياً".
وقالت فون دير لاين في مقال بصحيفة "فرانكفورتر ألجيماينه تسايتونج" الألمانية نُشر الأحد: "الاتحاد الأوروبي يواجه رسماً جمركياً بنسبة 15% "يشمل كل شيء".
وأضافت أن ذلك "يسمح للسلع الأوروبية بدخول السوق الأمريكية بشروط أكثر ملاءمة، ما يمنح الشركات الأوروبية ميزة كبيرة".
وأوضحت بينهو أن المفوضية تخطط لتقديم مقترحها في أغسطس، مضيفة أن "الاتفاق بالفعل وفّر قدراً من القدرة على التنبؤ والاستقرار".
خلافات رقمية وتجارية
يأتي التوتر العابر للأطلسي مشابهاً لتهديد ترامب ضد كندا في يونيو، حين قال إنه سيتخلى عن محادثات التجارة مع الجار الشمالي للولايات المتحدة رداً على خطتها لفرض ضريبة على الخدمات الرقمية. وبعد أيام، تراجعت حكومة أوتاوا قبل تنفيذها.
وفي اتفاق التجارة الأمريكي-البريطاني، تُركت ضريبة الخدمات الرقمية البريطانية من دون حل، بينما وصفتها واشنطن بأنها "تمييزية وغير مبررة" وقالت إنه "يجب إزالتها فوراً".
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.