ما زال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يماطل في الرد على مقترح الهدنة المقدم من الجانب المصري والقطري والذي وافقت عليه حركة حماس، وقالت الأطراف إنه يشبه إلى حد كبير مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، إذ يأتي ذلك في نفس الوقت الذي صادق فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي على خطة احتلال مدينة غزة، وهي الخطة التي تعقد المشهد بشكل كامل، مع تحركات لقوات جيش الاحتلال في الضفة الغربية.
وفي هذا الإطار أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن هناك "دفعة دبلوماسية جادة للغاية" لإنهاء الحرب بين إسرائيل وغزة، وإنه من الممكن التوصل إلى حل "جيد ونهائي" خلال أسابيع.
موقف الرئيس الأمريكي
وقال ترامب إنه على الرغم من أنه لا ينبغي لأحد أن ينسى هجمات حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر2023، فإن الحرب يجب أن "تنتهي"، مضيفًا "أعتقد أنه خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع المقبلة، سوف نحصل على نهاية جيدة وحاسمة".
يأتي ذلك في الوقت الذي استشهد فيه ما لا يقل عن 20 شخصًا، بينهم خمسة صحفيين، في غارات إسرائيلية الإثنين الماضي على مستشفى جنوب غزة، وعلق ترامب على تلك الأحداث قائلًا: "لست سعيدًا بها، ولا أريد أن أراها". وأضاف: "علينا أن ننهي هذا الكابوس".
وأسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة عن استشهاد أكثر من 62,700 فلسطيني، وشُرد معظم أهالي القطاع، عدة مرات، ودُمر أغلبه.
وتسعى مصر وقطر والولايات المتحدة، منذ أشهر إلى إنهاء الحرب من خلال المحادثات، إلا أن جهود إطلاق سراح المحتجزين تعثرت بسبب استمرار عمليات جيش الاحتلال في قطاع غزة، ومنع إيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى المدنيين.
ويعتقد أن نحو 20 أسيرا إسرائيليًا من أصل 50 أسيرا محتجزين لا يزالون على قيد الحياة.
في هذه الأثناء، يناقش المسئولون أيضًا سيناريوهات "اليوم التالي"، بما في ذلك من سيتولى إدارة القطاع، إذ تريد الولايات المتحدة وإسرائيل ضمان القضاء التام على حماس وعدم مشاركتها في أي حكم بعد الحرب.
الأمم المتحدة
وكانت قد أعلنت الأمم المتحدة المجاعة في مدينة غزة بعد أشهر من القيود الإسرائيلية التي قطعت إمدادات الغذاء والمياه عن سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في كلمة له إلى جانب الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، إن إدارة ترامب سعت منذ فترة طويلة إلى إنهاء الصراع.
ومن جانب آخر نظم أهالي الأسرى الإسرائيليين احتجاجات، الثلاثاء، كنوع من التحرك الجماعي للمطالبة باتفاق لوقف إطلاق النار لضمان إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
وشارك عشرات الآلاف من الأشخاص في المظاهرات في الوقت الذي تتعهد فيه الحكومة الإسرائيلية بالمضي قدما في الاستيلاء على المدينة الرئيسية في غزة، وهي العملية التي يقول المنتقدون إنها ستكون لها عواقب مميتة على المدنيين الفلسطينيين والأسرى الإسرائيليين.
وأغلق المتظاهرون الطرق السريعة وتظاهروا أمام منازل الوزراء في بداية الاحتجاجات التي ستبلغ ذروتها بمسيرة في ساحة الرهائن بتل أبيب، حيث أتت تلك التظاهرت في الوقت الذي عقد فيه اجتماع لمجلس الوزراء الأمني، وهو الاجتماع الذي رفض مناقشة الاتفاق الذي اقترحه الوسطاء.
وقالت مجموعة تمثل معظم عائلات الرهائن الإسرائيليين إن التقارير "مخيبة للآمال للغاية"، وأضافوا: "تفتقر الحكومة إلى تفويض شعبي لمواصلة هذا الصراع المطول بينما لا يزال أحباؤنا أسرى. الحل الوحيد هو: حشود غفيرة في الشوارع حتى يعود الجميع إلى ديارهم".
