
قال المحلل السياسي الفلسطيني ماهر صافي في تصريح خاص لـ "الفجر"، إن الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي باستهداف المدنيين والمنشآت، بل يسعى بشكل ممنهج إلى طمس الحقيقة، عبر استهداف الصحفيين ووسائل الإعلام، في محاولة واضحة لتغييب الرواية الفلسطينية وتقديم صورته الوحيدة عبر أدواته ومنصاته.
وأوضح صافي أن الجيش الإسرائيلي يستهدف الصحفيين والدفاع المدني وفرق الإسعاف بشكل مباشر ومعلن، مضيفًا: "العالم بأسره يشاهد عبر الكاميرات كيف يتم قتل من ينقل الحقيقة، ومع ذلك لا يتحرك."
رقم غير مسبوق من الشهداء الإعلاميين
وأشار صافي إلى أن عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين استُشهدوا جراء القصف الإسرائيلي المباشر تجاوز 245 صحفيًا منذ بداية العدوان، وهو رقم يفوق، حسب قوله، إجمالي عدد الصحفيين الذين قُتلوا خلال الحرب العالمية الثانية، التي لم يتجاوز عدد ضحاياها من الإعلاميين 60 صحفيًا.
وتابع: "نحن أمام جريمة مفتوحة ضد الحقيقة، ضد من يحمل الكاميرا لا السلاح، ضد من يوثق المجازر لا يشارك فيها."
العالم يشاهد.. ويصمت
وانتقد صافي صمت المجتمع الدولي قائلًا: "الغرب الذي يدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية، ينحاز بالكامل إلى الرواية الإسرائيلية، بل يشارك في تغييب الرواية الفلسطينية، تمامًا كما تفعل الإدارة الأمريكية بسياساتها ذات المعايير المزدوجة."
وأضاف: "أي جهة أو مؤسسة تتضامن مع القضية الفلسطينية تُتهم فورًا بأنها معادية، بينما يُترك الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجازره اليومية بلا مساءلة."
الوضع في غزة: أكثر من 850 ألف مدني في خطر
وفي حديثه عن الوضع الميداني، قال صافي إن غزة اليوم أمام كارثة إنسانية شاملة، مع استمرار الاحتلال في تنفيذ خطة "القبضة الحديدية" التي أعلنها نتنياهو، والتي تهدف ـ حسب تقديره ـ إلى تهجير السكان قسرًا إلى الجنوب، تمهيدًا لترحيلهم خارج القطاع.
وأشار إلى أن أكثر من 850 ألف مدني في قطاع غزة مهددون بشكل مباشر، إما بالموت قصفًا أو بالجوع أو بالاقتلاع من الأرض، مؤكدًا أن "ما يحدث ليس مجرد حرب، بل خطة ممنهجة للإبادة والتهجير".
رسالة للعالم: الحقيقة تُغتال، والصوت الفلسطيني مستمر
وختم صافي تصريحه بالتأكيد على أن محاولات تغييب الحقيقة لن تنجح، وأن الصحفي الفلسطيني سيواصل نقل الصورة مهما كان الثمن، مضيفًا: "ربما لا نملك طائرات، لكن نملك الكلمة، والحقيقة، والصوت الحر، وهذا ما يخشاه الاحتلال".