أكد الرئيس الكوري الجنوبي، لي جيه-ميونغ، أن بلاده تجد صعوبة في الاستجابة لطلب واشنطن المتعلق بمنح "مرونة" أوسع للقوات الأمريكية المتمركزة على أراضيها، مشددًا على أن هذه الخطوة تثير قلقًا كبيرًا لدى سول بشأن سيادتها الوطنية، وذلك بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" الاثنين.
ويشير مفهوم "المرونة" إلى إعطاء القوات الأمريكية صلاحيات أكبر في تعديل مواقعها العسكرية أو أنماط تدريباتها أو تحركاتها داخل شبه الجزيرة الكورية، دون الحاجة إلى قيود أو موافقات صارمة من الحكومة الكورية الجنوبية. وترى سول أن مثل هذا الإجراء قد يحد من سيطرتها على الأنشطة العسكرية الأجنبية داخل أراضيها، في وقت تتزايد فيه التحديات الأمنية في المنطقة.
جاءت تصريحات لي جيه-ميونغ بالتزامن مع زيارته إلى العاصمة الأمريكية، حيث من المقرر أن يعقد قمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لبحث ملفات الأمن القومي والإنفاق الدفاعي، إضافة إلى مناقشة تفاصيل الاتفاقية التجارية التي توصل إليها الجانبان في يوليو الماضي.
تعزيزات عسكرية في شبه الجزيرة
وفي موازاة ذلك، أعلنت القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية، الاثنين، عن نشر مقاتلات متطورة من طراز "إف-35" للمشاركة في التدريبات العسكرية المشتركة الجارية مع سول.
وأوضح متحدث عسكري أن نحو عشر طائرات من طرازي "إف-35 إيه" التابعة للقوات الجوية الأميركية، و"إف-35 بي" الخاصة بمشاة البحرية، جرى نشرها بشكل مؤقت في قاعدة "كونسان" الجوية جنوب البلاد.
وتأتي هذه الخطوة في إطار مناورات "أولتشي فريدوم شيلد" السنوية، التي تستمر 11 يومًا وتُختتم الخميس المقبل، في وقت تعتبر فيه واشنطن وسول هذه التدريبات جزءًا أساسيًا من استعدادهما لمواجهة أي تهديدات محتملة من كوريا الشمالية.
ويرى مراقبون أن الجدل القائم بشأن حرية تحرك القوات الأمريكية يعكس حساسية الموازنة بين التحالف العسكري الوثيق بين واشنطن وسول، والحفاظ على السيادة الكورية الجنوبية، خاصة في ظل التصعيد المستمر في شبه الجزيرة الكورية.
