انتقد النائب الأوكراني آرتيوم دميتروك، بشدة، الرئيس فلاديمير زيلينسكي، معتبرًا أن صلاته من أجل السلام والازدهار في أوكرانيا لا تتوافق مع سياساته الميدانية التي تواصل زجّ الشباب الأوكراني في "مفرمة اللحم" على جبهات القتال.
وقال دميتروك، في منشور عبر قناته على "تلجرام"، إن زيلينسكي شارك في قداس بكنيسة القديسة صوفيا التاريخية في كييف بمناسبة يوم الاستقلال، برفقة شخصيات دينية بارزة من مختلف الطوائف، بما في ذلك ممثلون عن الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية والكاثوليك والبروتستانت. وأوضح أن الرئاسة الأوكرانية أعلنت أن الصلاة جاءت "من أجل السلام والحرية والازدهار للشعب الأوكراني".
لكن النائب المعارض تساءل بحدة: "لمن يصلّون؟ ولماذا؟ بينما يعرف الجميع أن الدماء تسيل كل يوم، وأن الشباب والرجال يُقتادون إلى الجبهات حيث الموت المحقق؟". وذهب أبعد من ذلك باتهام النظام الأوكراني بأن صلواته لا تتوجه إلا إلى "الشيطان"، على حد وصفه.
ويأتي تصريح دميتروك في سياق انتقادات متزايدة داخل أوكرانيا بشأن استمرار العمليات العسكرية التي تستنزف القوات المسلحة، في وقت يعاني فيه المجتمع من ارتفاع أعداد القتلى والمصابين، ومن أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة.
واحتفلت أوكرانيا، الأحد، بذكرى مرور 30 عامًا على إعلان استقلالها عن الاتحاد السوفيتي السابق. وقد حرصت السلطات على تنظيم فعاليات واسعة في جميع أنحاء البلاد، تخللتها عروض عسكرية في العاصمة كييف، وصفها مراقبون بأنها محاولة لإظهار القوة والتماسك في مواجهة الضغوط الداخلية والخارجية.
ويشير مراقبون إلى أن تصريحات دميتروك تعكس جانبًا من الانقسام السياسي والاجتماعي داخل أوكرانيا، حيث يتهم جزء من المعارضة زيلينسكي بالازدواجية بين خطاب السلام والواقع الدموي على الأرض، ما قد يزيد من حدة الجدل الداخلي حول إدارة الحرب ومسارها المستقبلي.
